(حياتُك أن يلقاك بالجود راضيًا ... وموتُك أن يلقاكَ بالبأسِ مُغضَبَا)
(حرونٌ إذا عاززتَه في ملمَّة ... فإن جئتَه من جانب ِالذَّلِّ أصحبا)
(إذا همَّ لم يقعدْ به العجزُ مَقعدًا ... وإنْ كفّ لم يذهبْ به الحزنُ مَذهبا)
وقال الأسدي في نفي الخبر والشر عن المذكور وهو من أشد الهجاء وأدله على الخمول:
(فحسبكَ في القوم أن يعلموا ... بأنك فيهم غنيّ مضرُ)
(وأنت مليح كلحم الحوار ... فلا أنتَ حلوٌ ولا أنت مر)
وقال غيره:
(شيخ من بني الجارود ... لا خيرٌ ولا شر)
وقال آخر:
(ولقد نزلت على زياد مرت ... فظننته شيخاُ يضرُّ وينفعُ)
(فإذا زيادٌ في الديارِ كأنهُ ... مشطٌ يقلبهُ خصيُّ أصلعُ)
وقد أحسن البحتري في المعنى الأول وهو قوله:
(هو الملكُ الموهوب للبأس والتقى ... فالله تقواهُ وللمجدِ سائُره)
(له البأسُ يُخشى والسماحةُ تُرتجى ... فلا الغيثُ ثانية ولا الليثُ عاثره)
كأنه من قول منصور وهو من المعنى الذي نحن فيه:
(هو الملكُ المملوكُ للمجد والتقى ... وصولتهُ لا يستطاعُ خطارُها)
(لقد نشأت ْللشامِ منك سحابةٌ ... يؤملُ جدواها ويُخشى ذمارها)
(فطوبى لأهل الشامِ أم ويل أمها ... أتاها حياها أم أتاها بوارها)
(فإن سلموا كانت غمامة نعمةٍ ... وخيرٍ وإلّا فالدماءُ قطارها)
(أبوكَ أبو الأملاك يحيى بن خالدٍ ... أخو الجود والنعمى اللباب صغارها)
(وكائن ترى في البرمكيين من به ... ومن سابقات لا يشق غبارها)
1 / 35