(كم نعمةٍ لك ملء ... فكري لا تُلاحِظها بفِكْركْ)
(أحسن ما قيل في الصبر)
أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن ابن الرياشي عن أبيه عن الأصمعي قال قال أبو عمرو أحسن ما قيل في الصبر قول أبي خراش:
(تقولُ أراهُ بعدَ عروة لاهيا ... وذلك رزءٌ لو علمت جليلُ)
(فلا تحسبي أني تناسيتُ عهدهُ ... ولكنَ صبري يا أميمُ جميلُ)
وبعده:
(ألم تعلمي أنْ قد تفرقَ قبلنا ... خليلا صفاء مالكٌ وعقيلُ)
وقال الأصمعي أحسن ما قيل فيه مع الشرح قول أبي ذؤيب:
(وتجلّدي للشامتين أريهمُ ... أني لريبِ الدهرِ لا أتضعضعُ)
(حي كأني للحوادثِ مروةٌ ... بصفا المشقر كل يوم تقرع)
وقوله:
(وإني صبرتُ النفسَ بعدَ ابن عنبس ... وقد لجَ من ماء الشؤون لجوجُ)
(لأحسبَ جلداُ أو لينبأ شامتٌ ... وللشرِّ بعد القارعات فروج)
وأجود ما قاله محدث فيه قول ابن الرومي أنشدناه أبو أحمد عن ابن المسيب رواية ابن الرومي عن أبيه الرومي:
(أرى الصبرَ محمودًا وفيه مذاهبُ ... فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ)
(هناك يحقُّ الصبرُ والصبرُ واجبٌ ... وما كان منهُ كالضرورةِ أوجب)
(فشدَ امرؤٌ بالصبر كفًّا فإنه ... له عصمةٌ أسبابها لا تقضبُ)
(هو المهربُ المنجى لمن أحدقتْ به ... مكارِهُ دهرٍ ليس عنهنَ مهربُ)
(لبوسُ جمال جنةٌ من شماتة ... شفاءُ أسى يثني به ويثوب)
(فيا عجبًا للشئ هذي خلالهُ ... وتاركُ ما فيه من الحظ أعجب)
(وقد يتظني الناسُ أنّ أساهمُ ... وصبرهمُ فيه طباعٌ مركب)
(وإنهما ليسا كشئ مصرَّفٍ ... يصرفهُ ذو نكبةٍ حين ينكبُ)
(فإن شاءَ أن يأس أطاعَ له الأسى ... وإن شاء صبرًا جاءهُ الصبر يجلبُ)