70

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Mai Buga Littafi

الدار القومية للطباعة والنشر

Inda aka buga

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Nau'ikan

"وأعلى منكِ": يعني "تُشَيبةَ" الذي يَرْثِي. "وَبطْنِي بالكِرامِ بَعِيج" أي لا تزال تُصيبنى باعجةٌ بموتِ خليلٍ وحبيب. والباعِج: ما شَقَّ البطنَ؛ يقال: بَعَجَ بطنَه إذا شقَّه، وهذا مَثلٌ، أي لا يزال يُصيبني أمرٌ عظيمٌ بموتِ كريم. وذلك مَشْبوحُ الذِّراعَينِ خَلْجمٌ ... خَشُوفٌ، بأَعْراضِ الدِّيارِ دَلُوجُ (١) المَشْبوحُ: العريض الذراعين. خَلْجَم: طويل (٢). و"خَشُوف بأعراض الديار" الخَشْف: المَرُّ السريع. يقول: يمرُّ بدار الحربِ فيخشِفُ، ويمرُّ بالدار التي يَسْتأنس بها فيَدُلج (٣)، يمشِي مَشْيَ (٤) الفِتْيانِ ويسُرع إلى الحرب. ضَروبٌ لِهامات الرِّجالِ بسَيْفهِ ... إِذا حَنَّ نَبْعٌ بينَهمْ وشَرِيجُ (٥) الشَّريج: القِسِيّ التي من شِقَّة، ليست بقضِيب. يقرِّبُهُ للمستضِيفِ إذا أتَى ... جِراءٌ وشَدٌّ كالحَرِيقِ ضَريجُ (٦) يعني يُدْنيه للمستضيف الذي يلجَأ إليه جِراءٌ وشَدٌّ ليُغيثَه. ضَرِيج، أي عَدْهٌ شديد. ضَرِيج: مشقوقٌ بالعَدْو.

(١) أعراض الديار: نواحيها. (٢) زاد السكرى في تفسير هذا اللفظ قوله: "جسيم". (٣) قال السكرى في تفسير الدلوج: إنه الذي يمرّ يدلج بحمله مثقلا. ثم ذكر في بيان معنى البيت أنه إذا كان في الديار من يستأنس به تغزل مع النساء ومشى مشية الفتيان ثقيلا متبخترًا يدلج في مشيته، وإذا كان في دار الحرب أسرع ومشى إلى أعدائه مشيا خفيفا. ولا شك في أن هذا أوضح مما هنا. (٤) "يمشي مشي الفتيان": تفسير لقوله: "دلوج". و"يسرع إلى الحرب" تفسير لقوله: "خشوف". (٥) الهامات: الرءوس. والنبع: من أشجار الجبال تتخذ منه القسي. والشريج: العود يشق منه قوسان، فكل واحدة منهما شريج. يصفه بالإقدام في الحرب حتى إن المتقاتلين إذا تراموا بالسهام من بعد ضرب رءوسهم بالسيف من قرب؛ ومثل هذا قول زهير: يطعنهم ما ارتموا، حتى إذا اطعنوا ... ضارب، حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا ويشير بقوله: "حتى نبع" إلى رنين القسيّ. (٦) في رواية: "إذا دعا". وجراء. من الجري. وفي رواية: "جران" بالنون، يريد باطن العنق. ويشير بتشبيه الشدّ بالحريق إلى أنه يلتهب في سرعة عدوه التهاب النار.

1 / 62