Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Mai Buga Littafi
الدار القومية للطباعة والنشر
Inda aka buga
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Nau'ikan
أَلْفَيْتَه لا يَفُلُّ القِرْنُ شوْكتَه ... ولا يُخالِطُه في البَأْسِ تسْمِيحُ (١)
قوله: تَسْمِيح، يقال: سَمَّحَ الرَّجُل إذا هَرَب.
ألْفَيْتَ أغْلبِ منْ أُسْد المَسَدِّ حَديـ ... ـدَ النابِ إِخْذَتُه عَفْرٌ فتَطْرِيحُ (٢)
قال أبو سعيد: المَسَدّ (٣): ملتقَى نخلتين: نخلةَ اليمانيّة ونخلة الشاميّة. وقال ابن أبي طَرَفَة: هو موضع بستان عمرَ بنِ عبد الله بن مَعْمَر، وهو الذي يقول له الناس: بستانُ ابن عامر. قال: والعَفْر: التعفير في التراب. وقوله: فتطْرِيح، وهو أن يرْمِيَ له ها هنا وها هنا. ويُروَى أيضًا: أَخذتهُ جَبْدٌ. والجَبْذ، هو أن يَقِذفَه.
ومَتْلِفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أَمْيالهُا فِيحُ (٤)
ومَتْلَف: هذا طريقٌ يَتْلَفُ فيه الناس بن خُبْثه. وقوُله: مثْلِ فرْقِ الرأس أراد أنّه ضيّق ينشقّ عن مِثل فَرقِ الراس في ضيقه، وربما قالوا: مِثْل الشَّراك يراد به الضِّيق، وإذا كان كذا كان أَخْفى له. قال: ومِثْلهُ قوله (٥): "كفَرقِ العامريِّ يلوحُ". يعنِي طريقا. تخْلِجُه: تجْذِبُه. يقول: هذا الطريقُ يتصل
(١) يقول: إذا انكشف الموت للأبطال في الحرب رأيت هذا الممدوح لا يكسره قرنه من حدّته، ولا يفر إذا اشتد البأس.
(٢) يريد تشبيه بأسد من أسود ذلك الموضع الذي ذكره.
ثم وصف شدة ذلك الأسد في أخذه بأنه حين يأخذ قرنه يعفره في التراب ثم يرمى به ها هنا وها هنا.
(٣) ذكر ياقوت: أنه روى بكسر الميم أيضا.
(٤) يصف الطريق بأنه متلف أي يتلف من يسير فيه لضيقه وخفائه على السالك، واتصال بطرق أخرى ضيقة مثل مشتبه بعضها ببعض، لا ينفذ فيها إلا البصير بها المتعود عليها. ثم وصف الأميال التي في هذه الطريق بأنها واسعة، وهي المسافات التي بين كل علم وعلم.
(٥) قوله، أي قول أبي ذؤيب في القصيدة التالية.
1 / 110