أيكون البخيل غير بخيل، # أم يكون الجواد غير جواد
لأجار الزمان من كل بؤس # ظاهر الجد طاهر الأجداد
فرحات به العيون كما تف # رح بالعشب أعين الرواد
واضح العزم متلئب المطايا، # مستطيب الاتهام والإنجاد (1)
أخذت كفه بصخرة عزم # دوخت بالطلاب هام البلاد
وجبان لويت عنه، فأمسى # وجل العين من قراع الرقاد
مستطيرا كأن هداب جفني # ه على الناظرين شوك القتاد
لا أقال الإله من خانك العه # د، وجازاك بغضة بالوداد
ظن بالعجز أن حبسك ذل، # والمواضي تصان بالأغماد (2)
قصر الدهر من ذراه، وقد كا # ن بتلك الظبى طويل النجاد
وأذل الزمان بعدك عطفي # ه، وقد كان من أعز العباد
كنت ليثا، وكان ذئبا، ولكن # لا تلذ الأشكال بالأضداد
وتمادى بما جناه على الأ # يام حتى جنى عليه التمادي
سمحت كفه به للمنايا، # بعد أن لم يكن من الأجواد
ظن أن المدى يطول وفي الآ # مال ما لا يعان بالأجداد
كل حي يغالط العيش بالده # ر وكل تعدو عليه العوادي
لو رجعنا إلى العقول يقينا، # لرأينا الممات في الميلاد
كيف لا يطلب الحمام عليل # حكم الدهر فيه رأي المعاد
لو أجيزت له العيادة يوما # لقضى من فظاظة العواد
أو تصدى لمجمع جرحته # ألسن القوم بالعيون الحداد
هكذا تدرك النفوس من الأع # داء برد القلوب والأكباد
كل حبس يهون عند الليالي # بعد حبس الأرواح في الأجساد
وتداركت ما تمنيت، والأح # شاء مزرورة على الأحقاد
Shafi 283