أبى أن يخرج معنا وأنت عليه ساخط. أن تأذن له أن يودعك ويخرج معنا فعلت. فأذن لي. فلما سلمت عليه ودعوت له، قال: إنما أنت للحجاج.
قال: قلت: ولك يا أمير المؤمنين، وإنما الحجاج سيفك ويمينك، فأذن لي. فسكت ولم يأذن، فاندفعت فقلت:
أتصحو بل فؤادك غير صاح.
حتى فرغت منها، وعرفت أني إن لم أخرج بجائزة كان إسقاطي أبدًا. قال فقال: بل فؤادك! قال: ومضيت فيها:
عشية همَّ صحبك بالرواح
حتى بلغت الشكوى لأم حزرة وبنيها، وأتيت على قولي:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
قال: فضحك وجعل يقول: كذاك نحن. قال: فردَّها عليَّ! قال: فرددتها عليه.
فقال: ويحك أتراها ترويها مائة من الإبل؟ قال: قلت: نعم، إن كانت من نعم كلب! قال: وقد رأيت خمسمائة فريضة من نعم كلب مخضبة ذراها ثنيا وجذعًا تهيَّأ للخول.
قال: فقال: أخرجوها له من الفرائض التي جاءت من نعم كلب مائة عن عرض ولا ترذلوها. قال: فشكرت له وفدَّيته، وتشكَّر له أصحابي
1 / 85