على سورة في المجد قر أساسه ... ... له شرف فوق السماكين ينجم
فنيت وأبقيت المحامد انجما ... ... ... لسان ثنائي عن مداهن مفحم
تبدلت بالدنيا مقاما مقدسا ... ... ... هنيئا لك الحظ الذي لا يصرم
تصاعدت بين الحلو والمر جاهدا ... ... الى الله من آفاقها تتبرم
هنئت ولم نهنأ لفقدك لمحة ... ... ... على كل كبد قرحة لا تمرهم
فيا ابن سليم ان تباعدت سالما ... ... ... فلا قلب من برح عقبيك يسلم
تركت صدور الناس ترمي شرارها ... ... الا كل نار بالشرارة ترجم
وليس الغيوث الصيد للحزن وحدهم ... ... ولكن بهذا الكون للحزن منجم
فقد كنت غوثا تمطر الكون رحمة ... ... بل الغوث في الابدال بل أنت أقدم
فياسيد الابدال من أنت تارك ... ... ... يخلص من سوء ويجزي ويرحم
متى تطرق البلوى تصدى لكبحها ... ... أو اعوج أمر الناس فهو المقوم
لقد أوحش الربع الأنيس وأصبحت ... ... معالم أهل الحق لم يبق معلم
فواحربا قطب الكمال وردتها ... ... ... شريعة حتف عندها العمر يحسم
وقفت عليها نير الصحف وافرا ... ... من الزاد طهر العرض مما يذمم
فاقدمت وفدا في مقام كرامة ... ... ... تروح وتغدو بالبشائر تنعم
متى نتعزى منك أو يقلع البكا ... ... ... ورمسك في وسط القلوب مخيم
ابعدك شيخ المسلمين سلونا ... ... ... بشيء وسلوان العزيز محرم
كأنا شواظا في الجوانح ساطعا ... ... اذا قلت قد خف التوقد يحجم
فديتك وجه الدهر بالحزن كاسف ... ... وفي الوجه عما في الضمير مترجم
لقد كنت مصباح الورى لرشادهم ... ... فقد طفئ المصباح عنهم فاظلموا
فوا أسفاه الأمس قد كنت كعبة ... ... ... يمينك كالركن المبارك تلثم
يطوف بك العافون جم رجاؤهم ... ... زناديك مسعاهم وجودك زمزم
فاصبحت مرثيا رهينة حفرة ... ... ... عليك سفي الريح تمحو وترسم
كفى حزنا لولا التأسي بمن مضى ... ... وما هو آت بالفناء محكم
تفرق عزم النفس عن كرم العزا ... ... وامثل أمريك التعزي وأكرم
اذا قلت اني أجمع الصبر مجملا ... ... بدا لي جميع الصبر جمع سيهزم
عرانا من الدنيا خداع مماكر ... ... ... فنبرح في أنقاض ما هي تهدم
وما عزبت عن فهمنا نكباتها ... ... ... بلى غطت الأهواء ما نحن نفهم وتوهمنا البقيا بصالح عيشها ... ... ... وقد طحن الأجيال هذا التوهم
Shafi 296