لك الله ريب الدهر يستنزف البقا ... ... فلا نفس الا بالفناء سترجم ولا غرو ان تستنزف الصبر نكبة ... ... ويقصر من تطراقها المتعزم
غداة تداعى الطود في سمك مجده ... ... وطارت به حدباء عوجاء صبيم
تهادته أكتاف الرجال ولو دروا ... ... لكان حقيقا ان تهاداه انجم
الى حفرة ضمت من الجود بحره ... ... رويدا هو البحر المحيط يدمدم
فما عجب ان تحبس الشمس في الثرى ... فتعتقب الأيام والجو مظلم
هناك اقشعر الروض واغبر جلده ... ... وذلك روض النعمة المتسوم
مدى الدهر لا ينفك حزن مبرح ... ... عليك وتسكاب من الدمع مسجم
مآل اليتامى في الملمات من ترى ... ... تركت لهم اذ أزمة الدهر تأزم
فديناك بالأرواح ضاعت حفائظ ... ... تحفى بها معروفك المتنسم
تردى بغاة الخير بعدك بالأسى ... ... فواجدهم من بعد فقدك معدم
وما دفنوا نفس امرئ منك وحدها ... ... ولكن نفوس في ضريحك تردم
وكنت الجناب المستراد لمسنت ... ... وروضك مخضر وبحرك خضرم
فجف نضير الروض واربد جوه ... ... وغاضت بحور طاميات غطمطم
وقد كنت درءا للحوادث مؤئلا ... ... اذا جاش منها الكارث المتهجم
وكنت لحاجات المساكين ركنها ... ... فمن لهمو والركن عنهم مهدم
وكنت مع الاكدار صفوا مهنئا ... ... رواؤك ممدود وكأسك مفعم
وما ضاعت الآمال عندك والذي ... ... نويت ولم يقدر من الخير أعظم
كأن الورى الارحام لست تضيعها ... ... على أسوة في الوصل بر ومجرم
يعيش بك الهلاك بين فواضل ... ... ... دقائقها من أكرم الفضل أكرم
غزير مجاري الماء لا من غزارة ... ... من المال لكن بحر جود قليذم
يمر عليك الدهر والدهر عابس ... ... وفضلك فيه ازهر الوجه مبسم
وكنت كفال الحق حصنا لأهله ... ... همومك فيه والأهم المقدم
فدا لك نفسي اذ تجود بمهجة ... ... ... الى يد خير الراحمين تسلم
حييت على الحسنى ثمانين حجة ... ... رياضا نضيرات جناها التكرم
فما برح الايمان فيها ملازما ... ... ... لقلبك والاحسان يربو ويعظم
ولما دعاك الله لبيت أمره ... ... ... فأصبحت جار الله والجار يكرم
وعيشك في الدنيا حميدا مسددا ... ... فلقيت عمرا بالسعادة يختم
مضيت وخلفت الكآبة والأسى ... ... مجددة آثاره ليس تطسم
يظل جليد القلب منه مولها ... ... ... به ظاهر التأساء والحزن مبهم لئن هدمت محياك قاصمة الردى ... ... فمجدك يبقى شامخا لا يهدم
Shafi 295