بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي الديوان
الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم رسل الله، وبعد:
فهذا ديوان فحل من فحول الشعراء في الجاهلية، بل رأس الطبقة الأولى في طبقات الشعراء؛ إنه (ديوان امرئ القيس)، الملك الضليل، الذي سبق شعراء العربية إلى أشياء استحسنها الشعراء من بعده، والفضل للسابق، ومن قدّمه؛ فلفضله بالسبق، ليس إلّا!.
ويروى أن النبي ﷺ قال فيه: (ذاك رجل مذكور في الدنيا، شريف فيها، منسي في الآخرة، خامل فيها، يجيء يوم القيامة، ومعه لواء الشعراء إلى النار) (١).
وروي، أيضًا: (يتدهدى بهم في النار). ويروى: أن كلًا من لبيد وحسان قال: (ليت هذا المقال فيّ وأنا المدهدى في النار).
وروي عن ابن الكلبيّ أنه قال (٢): أتى قوم رسول الله ﷺ، فسألوه عن أشعر الناس. قال: (ائتوا حسان). فقال (حسان): ذو القروح (يعنى امرأ القيس)، إلا أنه لم يعقب ولدًا ذكرًا، بل إناثًا، فرجعوا، فأخبروا رسول الله ﷺ، فقال: (صدق. مرفع في الدنيا، حامل في الآخرة، شريف في الدنيا، وضيع في الآخرة، هو قائد الشعراء إلى النار).
_________
(١) المعجم الكبير، الطبراني: ١٨/ ٩٩. مجمع الزوائد: ١/ ١١٩.
(٢) شرح المعلقات العشر، الشنقيطي، ص١٠.
1 / 5