10- تفسير آيات مصارف الزكاة وثواب المزكي عند الله وعقوبة مانعها
تفسير الصدقة لمن تدفع
؟
قوله في السورة التي يذكر فيها براءة :{ إنما الصدقات }(التوبة:60) يعني: صدقات الأموال { للفقراء } فقراء المسلمين الذين لا يسألون الناس { والمساكين } يعني: الذين يسألون الناس { والعاملين عليها } يعني: الذين يحبون الصدقات فيعطون على قدر ما شغلوا به عن حاجتهم.
{ والمؤلفة قلوبهم }قال : كان هؤلاء {اثنى} عشر رجلا من قادة العرب دخلوا الإسلام كرها منهم أبو سفيان بن حرب , وسهيل بن عمرو , وعيينة ابن حصين , في أصحابهم , فكانوا يعطون من الصدقة ليتألفهم به على الإسلام . فقد انقطع حق المؤلفة اليوم , إلا أن ينزل قوم منزلة أولئك , فإذا اسلموا أعطوا من الصدقة بتألفهم بذلك ليكونوا دعاة إلى الإسلام.
ثم قال { وفي الرقاب } يعني: ويعطى في فكاك الرقاب : هم المكاتبون . { والغارمين } وهو الرجل يصيبه غرم في ماله من غير فساد , { وفي سبيل الله } يعني : ويعطى من يخرج في الجهاد في سبيل الله قدر ما يبلغه غزاته , { وابن السبيل } يعني: المسافر المحتار إذا كانت به حاجة شديدة فيعطى , { فريضة من الله } يعني : الصدقات لأهل هذه القسمة , هم أهلها { والله عليم } بأهل الصدقات , يعني : {حكيم }في قسمتها .
قال : ولا يعطى في بناء المسجد , ولا في حج ولا في ولد ولا في والد من الصدقات , فإن كان تطوعا فلا بأس أن يعطيهما .
وقال : لا يعطى من الصدقات صاحب خمسين درهما , إذا لم يكن عليه دين , أو له عيال , وله كسوة وهو صحيح يستطيع العمل .
سئل : عن الولد والوالد , وعن صاحب الخمسين .
قال أبو الحواري : هو كما قلت , لا يعطى منهما والد ولا ولد , إلا أن يكون الولد بالغا باينا عن والديه .
Shafi 37