214

Nazarin Kan Gabatarwar Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Nau'ikan

ومع هذا لا يغفل ابن خلدون العلاقة الموجودة بين هذين النوعين من الحكم، إذ يصرح بأن الرئاسة قد تنتهي إلى الملك: «لأن الملك أمر زائد على الرئاسة، والإنسان إذا بلغ إلى رتبة؛ طلب ما فوقها، وإذا بلغ رتبة السؤدد والاتباع، ووجد السبيل إلى التغلب والقهر؛ لا يتركه» (ص139). (وأما رأي ابن خلدون في تطور الحكم، فشرحناه بالتفصيل في الدراسة التي خصصناها لعرض وتحليل نظرية الدولة في مقدمة ابن خلدون.)

القسر الاجتماعي والتقليد

1

إن أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحاضر كانت عهد توسع كبير، وتطور وثاب في تاريخ علم الاجتماع.

وقد لعب علماء فرنسا آنئذ دورا هاما في هذا التوسع والتطور؛ لأنهم أكبوا على دراسة الأحوال والحوادث الاجتماعية من وجوه عديدة ومناح متنوعة، وأسسوا نظريات عامة مختلفة، والمناقشات التي جرت بين أصحاب هذه النظريات حملتهم على التعمق في أبحاثهم؛ فأدت بهم إلى اكتشاف قوانين هامة.

لعل أهم المناقشات التي جرت عندئذ في هذا المضمار كانت تلك التي احتدمت بين جبرائيل تارد

Gábriel Tarde ، وبين إميل دوركهايم

Emile Durckheim .

لقد زعم الأول - تارد - أن أهم الأفاعيل في الحياة الاجتماعية هي أفعولة التقليد والمحاكاة؛ لأن الابتكار والاختراع - في مختلف ميادين التفكير والعمل والحياة - يتم على يد بعض الأفراد، غير أن ما يبتكره هؤلاء الأفراد المعدودون لا ينتشر بين سائر الأفراد، ولا يعم المجتمع إلا عن طريق التقليد. وقال تارد لذلك: «إن المجتمع إنما هو نسيج، لحمته الابتكار وسداه التقليد.»

وهذا الاعتقاد حمل تارد على التعمق والتوسع في درس «قوانين التقليد»؛ لتأسيس نظريته الاجتماعية على هذا الأساس.

Shafi da ba'a sani ba