كان هذا هو بدء الكتابة عندي، ثم جاءني رسول من الأستاذ العظيم أحمد حسن الزيات صاحب الأسلوب الذي لا مثيل له في عصره، وقد تبناني الرجل، وأصبحت من كتاب الرسالة، ولا أحسب أنني في حاجة أن أذكر المجلات التي كتبت بها، وحتى إذا حاولت فالذي لا شك فيه أن الذاكرة ستخونني.
ولكن ربما يجمل بي أن أذكر كيف كتبت كتابي الأول ابن عمار. كان ذلك عقب وفاة أبي الذي انتقل إلى أكرم جوار في 22 يناير عام 1953م، ولكن يبدو أن هناك كثيرا مما يقال قبل أن أصل إلى بداية تأليفي للكتب.
الكتب
فقبل ذلك اتصلت أسبابي بالشاعر الكبير والد زوجتي عزيز باشا، وقد يعجب القارئ من قولي اتصلت أسبابي، وكأنني لم أكن أعرفه، والقارئ محق إذا عجب. لقد كانت صلتي به وثيقة منذ ولدت بطبيعة الحال، ولكن هناك فرق أن يعرفني كابن لأبي وبين أن يعرفني كواحد من هواة الأدب، والأسرة الأباظية كثيرة العدد، وهكذا لا يمكن أن تكون صلة البيوت بعضها ببعض على درجة واحدة، ولكن صلة بيتنا ببيت عمي عزيز باشا كانت من أوثق الصلات، فزوجته وأمي كانتا صديقتين لصيقتين، وكانت صلة عمي عزيز بأبي صلة أخ أصغر بأخ أكبر يحبه ويقدره غاية التقدير. وربما كان من الطريف أن أنقل هنا قصيدة كتبها عزيز باشا، وهو بعد طالب بكلية الحقوق عام 1924م يهنئ فيها أبي بمناسبة زواجه من والدتي وهي في نفس الوقت ابنة عم أبي. ولم يكن يقع في حسبان عزيز أباظة أن هذا الزواج سيثمر من سيصبح فيما بعد زوجا لصغرى ابنتيه. يقول عزيز أباظة الطالب بكلية الحقوق:
حي الغزالي وقل بلغت منزلة
منفوسة في الشباب المونق الحالي
موفورة الحظ من شأو يقصر عن
إدراكه غيره إلا بآمال
قالوا: الشبيبة طرف اللهو محتدما
فقلت: بل طرف أخلاق وأعمال
Shafi da ba'a sani ba