( وكنت أعير الدمع قبلك من بكى
فأنت على من مات بعدك شاغله )
( تبرض بعد الجهد من عبراتها
بقية دمع شجوها لك باذله )
وأنشدنا الرجل من بني ضبة
( لقد علمت وإن قطعتني عذلا
ماذا تفاوت بين البخل والجود )
( أن لا أكن ورقا تغنى العفاة به
للمعتفين فإني لين العود )
قال أبو الحسن الأجود إن لا يكن ورق
وأخبرنا أبو الحسن علي بن سليمان النحوي قال أنشدنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري قال أنشدني إبراهيم بن إسحاق المعمري التميمي قال أنشدني أبو البلاد التغلبي لحاتم طيء
( وعوراء جاءت من أخ فرددتها
بسالمة العينين طالبة عذرا )
( ولو أنني إذا قالها قلت مثلها
ولم أعف عنها أورثت بيننا غمرا )
( فأعرضت عنه وانتظرت به غدا
لعل غدا يبدي لمنتظر أمرا )
( وقلت له عد للأخوة بيننا
ولم أتخذ ما كان من جهله قمرا )
( لأنزع ضبا كامنا في فؤاده
وأقلم أظفارا أطال بها الحفرا )
( قال ) وقال المعمري أخبرني أبو مسلمة الكلابي قال كان مجنون بني عامر في بعض مجالسه وكان يكثر الوحدة والتوحش فمر به أخوه وابن عمه قد قنصا ظبية فهي معهما فقال
( يا أخوي اللذين اليوم قد قنصا
شبها لليلى بحبل ثم غلاها )
( إني أرى اليوم في أعطاف شاتكما
مشابها أشبهت ليلى فحلاها )
فامتنعا بها فهم بهما وكان نجدا قبل ما أصيب فخافاه فدفعاها إليه فأرسلها فولت تفر ثم أقبلت تنظر إليه فقال
( أيا شبه ليلى لا تراعي فأنني
لك اليوم من وحشية لصديق )
Shafi 64