109

Desire for Clarification to Summarize the Key in the Sciences of Rhetoric

بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة

Mai Buga Littafi

مكتبة الآداب

Lambar Fassara

السابعة عشر

Nau'ikan

بكون الخبر فعليا، وقوله: "والمراد هم خفوف" تفسير للشيء بإعادة لفظه١. قال عبد القاهر٢: وقد يقدم المسند إليه ليفيد تخصيصه بالخبر الفعلي إن وَلِيَ حرف النفي٣ كقولك: "ما أنا قلت هذا" أي: لم أقله مع أنه مَقُول؛ فأفاد نفي الفعل عنك وثبوته لغيرك، فلا تقول ذلك إلا في شيء ثبت أنه مقول وأنت تريد نفي كونك قائلا له. ومنه قول الشاعر "من المتقارب": وما أنا أسقمت جسمي به ... ولا أنا أضرمت في القلوب نارا٤ إذ المعنى أن هذا السَّقْم الموجود والضَّرَم الثابت ما أنا جالب لهما؛ فالقصد إلى نفي كونه فاعلا لهما لا إلى نفيهما؛ ولهذا لا يقال: "ما أنا قلت ولا أحد غيري" لمناقضة منطوق الثاني٥ لمفهوم الأول٦، بل يقال: "ما قلت أنا ولا أحد غيري" ولا يقال: "ما أنا رأيت أحدا من الناس" ولا: "ما أنا ضربت إلا زيدا" بل يقال: "ما رأيت أو ما رأيت أنا أحدا من الناس، و: ما ضربت أو ما ضربت أنا إلا زيدا"؛ لأن المنفي في الأول الرؤية الواقعة على كل واحد من الناس، وفي الثاني الضرب الواقع

١ لا يخفى أن السكاكي لا يريد بهذا تفسيره، وإنما يريد بيان محل الشاهد، وما كان أغنى الخطيب عن الإطالة في هذه المماحكات اللفظية!! ٢ دلائل الإعجاز ص٨٤. ٣ يعني أنه في هذه الحالة يفيد قصر نفي الخبر الفعلي على المسند إليه، وإثباته لغيره على الوجه الذي نفي به من خصوص أو عموم على ما سيأتي في الأمثلة؛ فالباء داخلة هنا على المقصور، والمراد بإيلائه حرف النفي إتيانه بعده ولو كان بينهما فاصل، فيشمل نحو: ما زيدا أنا ضربت، وما في الدار أنا جلست. ٤ هو لأحمد بن الحسين المعروف بأبي الطيب المتنبي، وقوله: "أضرمت" بمعنى أشعلت، يعني نار الحب، ونحوه قول المتنبي "من الطويل": وما أنا وحدي قلت ذا الشعر كله ... ولكن لشعري فيك من نفسه شعر وقوله ﷺ: "ما أنا حملتُكم، ولكن الله حملكم". ٥ هو "ولا أحد غيري". ٦ هو "ما أنا قلت"؛ لأن مفهومه أن غيره قاله.

1 / 111