وفي سنة تسع وتسعين مات الأمير علي بن عبدالله بن الحسن بن حمزة [بن](1) سليمان بن حمزة، وقد أناف على سبعين سنة، ولما مات أجمع أهله على تقدم ولده إدريس بن علي بن عبدالله. قال الخزرجي: وكان إدريس من أعيان الرجال شجاعا كاملا، وكان ذا علم وأدب وكان على نهج أبيه في معاملة سلاطين بني رسول، وهو مصنف كتاب (كنز الأخيار في التواريخ والأخبار)، وله عدة مصنفات.
وكتب إلى السلطان، ثم وصل إليه فعظمه السلطان وأكرمه، ثم طلب منه تسليم حصن العظيمة(2) والميقاع(3)، فسلمهما في سنة سبع مائة. وأمره السلطان أن يجرى على عادة أبيه وأقطعه مدينة القحمة، فحملت له الطبلخانة والأعلام وأمر له معهما بسبعة آلاف دينار وتحف وملابس وخيل ومماليك، وركب في الأمراء والأجناد إلى الخدمة الشريفة تحت خوافق الأعلام السلطانية واردا وصادرا، وانثنى إلى داره فيمن معه من العسكر، فأقبلوا إلى سماط جليل. هكذا ذكره الخزرجي مستهزءا وممتدحا لمواليه وائمته ومفتخرا بهم، ثم أطنب في وصف سماطه وارتاح لذلك، أبعده الله من رحمته وأقصاه(4).
Shafi 136