211

Kasar Bani Rasul

دولة بني رسول

Nau'ikan

وأشهد كبار الناس على نفسه بتمام ما عقده أمير المؤمنين -عليه السلام-، وسلم نيفا وعشرين ألفا محمولة إلى خزانة الإمام وأمر بتحف من الخلع والملابس الغالية وتشفع به الأمراء الحمزيون الذين هنالك أن يشفع لهم إلى الإمام بطلب صلح ثلاثة أشهر بشروط منها: أن لا يدخل حصونهم شحنة في ذلك الأوان، ومنها: أنهم لا يميلون إلى أسد الدين فأسعف الإمام -عليه السلام- إلى ذلك وعند ذلك سقط ما في أيديهم وانقطع رجاء أسد الدين وأيقن بالهلاك.

ولما علم أسد الدين بذلك وبتثقيل القيود في أرجل أبيه وعمه وأخوته ولزم عمتهما صاحبة التعكر، أرسل إلى الإمام -عليه السلام- يستعطفه، وقاتله الله ما أقل حياءه واجرأه على نكث العهود وإقدامه على الأمور الفاضحة الشنيعة، فلم يقربه الإمام في ذلك البتة، وقال: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ولا وثيقة تفعل أعظم مما فعلت رهنت ولدك وحلفت الأيمان المغلظة وأعطيتنا سيفك وعلمك وأشهدت كبار الشرف والعرب، ثم غدرت، فما إلى ذلك سبيل، فبلغ ذلك عنده مبلغا عظيما وسقط ما في يده وخسر خسرانا مبينا.

قصة أخذ جبل الحرام(1):

لما وقع الحرب بين الإمام -عليه السلام- وبين الأمراء بني حمزة، وأمر بالحرب على جميع خصومهم، وثب الأمير علم الدين أحمد بن قاسم بن جعفر(2) من بني عم الإمام -عليه السلام- أمير الجهات المغربية على جبل الحرام فحط عليه، وهو حصن عظيم يركب الشرفين(3)، فلم يلبث أن استولى عليه اليوم الخامس من صفر سنة تسع وأربعين وستمائة، فاستر أمير المؤمنين -عليه السلام- بهذا الفتح العظيم(4).

Shafi 296