قصة الصلح بين الإمام وبين السطان المظفر:
اتفق نزول الأمير عبدالله بن الحسن بن حمزة إلى اليمن وقت وصول حسن بن علي بن رسول وأخوته والقبض عليهم وحبسهم، فخاب قدحه وبطل رجاؤه، وكان(1) يظهر أنه يحمل الأرض ما لم تحمل(2)، وحينئذ انقطع ما في يد أسد الدين محمد بن حسن بن علي بن رسول بالقبض على أبيه وعمه وأولادهما.ثم وصل كتاب السلطان يستدعي من يصل من الإمام إليه لتمام الصلح ويبذل من نفسه ما يحب الإمام، فأمر الإمام الشيخ المكين زاهر بن عقبة من كبار الأعروش وكان أديبا حسن المخاطبة وانصرم الصلح على المواثقة بالأيمان وأخذ قميص الإمام -عليه السلام- وعلمه ومن السلطان قميصه وعلمه، وعلى أن للإمام -عليه السلام- من الأسلاف(3) إلى جهة اليمن الأعلى إلى جهة صنعاء وللسلطان من الأسلاف الأسفل(4) إلى جهة اليمن الأسفل وتهامة للسلطان وادخل السلطان أهل ذمرمر في صلحه إلا عبدالله بن سالم،(5) ومن يقول بقوله واستثنى بعضا من مذحج، واستثنى الإمام إخراج بني حمزة من صلحه فردهم إليه على حكمة وعلى أن على السلطان للإمام -عليه السلام- في كل سنة ثمانين ألف درهم[400] محمولة إلى خزائنه المعمورة، وتسليم حصن حلب للإمام والظفير وعلى حرب أسد الدين وأن لا يصالح ولا يقبل منه، وعلى أن كوكبان للإمام عند الاستيلاء على براش للسلطان وغير ذلك، ولما انعقد الصلح بين السلطان والإمام -عليه السلام- سقط ما في أيدي أهل الدملوة(6)، ودار المصلحون بينهم فاصطلحوا على تسليم أموال جزيلة يزعمون أنها نصيبه من الإرث، وقبل منهم وأغضى عن غير ذلك.
Shafi 295