Daular Umayyawa a Sham
الدولة الأموية في الشام
Nau'ikan
وقال ابنه عبد العزيز بن مروان: «ما أحد أولى بهذا الأمر من مروان بن الحكم، إنه لكبير قريش وشيخها وأفرطها عقلا وكمالا ودينا وفضلا، والذي نفسي بيده لقد شاب شعر ذراعيه من الكبر»،
33
فتعاونت الأحزاب كلها على الوقوف وقفة الرجل الواحد أمام الزبيريين وعلى رأسهم الضحاك بن قيس.
كان جيش الضحاك يتألف من جل أهل دمشق وحمص وقنسرين وفلسطين، ومعظمهم من قيس ومضر، ويقدرون جميعا بثلاثين ألفا وأكثرهم فرسان، أما مروان فكان في ثلاثة عشر ألفا من اليمن وكلب والسكاسك والسكون وغسان وسواهم،
34
والتقى الجيشان في مرج راهط، ودامت المعارك مستمرة بين الطرفين نحوا من عشرين يوما، والحرب يبنهما سجال إلى أن كادهم مروان ودعاهم إلى الموادعة والصلح، فلما اطمأنوا إلى ذلك «أخذهم على حين غرة وحمل عليهم حملة منكرة، وهم على غير عدة ولا أهبة»،
35
فتم النصر له، وقتل الضحاك مع ثمانين شريفا من أشراف الشام أصحاب القطيفة، وهؤلاء يأخذ كل منهم ألفين في العطاء.
36
ومما ساعد مروان على الانتصار اشتعال الثورة في دمشق بقيادة يزيد بن أبي النمس الغساني، فغلب عليها ووضع يده على الخزائن وبيت المال، وبايع مروان وأمده بالرجال والأموال والسلاح، فقطع على الضحاك سبل الإمداد والمخابرة مع العاصمة، ويقول المؤرخون: إن هذه الثورة فتت في عضد الزبيريين، وكانت أول فتح فتح على بني أمية.
Shafi da ba'a sani ba