Daular Umayyawa a Sham
الدولة الأموية في الشام
Nau'ikan
ولما أزمع الحسين على مبارحة الحجاز إلى الكوفة تألم ابن عباس، ذلك الدماغ المفكر، وأنشد ابن الزبير الأبيات المشهورة الآتية:
يا لك من قنبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
44
السبب الخامس:
هو يقظة الأمويين وإرسالهم الأشداء من ولاتهم إلى المصرين، فسد ابن زياد دون الحسين وشيعته المذاهب، فمنع الناس من الدخول إلى الحدود العراقية أو الخروج منها إلا بإذن خاص، واحتل احتلالا عسكريا «ما بين واقصة إلى طريق الشام وطريق البصرة»، فضمن معرفة الصادر والوارد من الدعاة معرفة طيبة، ووجه ابن زياد الجموع الكثيرة لقتال الحسين، وكان يحكم بالموت على كل من يتخلف أو يرتدع عن خوض المعركة، فخافه الناس وجهز لنزاله نحوا من أربعة آلاف، بينا جنود الحسين - وهم أهله وأصدقاؤه - لا يتجاوزون المائة، فتأمل النسبة بين العددين، فهي كنسبة واحد إلى أربعين على وجه التقريب.
45
السبب السادس:
هو استيلاء الجيوش الأموية على الفرات ومواضع الماء في كربلاء، فمنعوا أنصار الحسين من الدنو منها، فكادوا يهلكون عطشا، وكانت أوامر ابن زياد شديدة بهذا الخصوص، فطلب إلى عمر بن سعد «أن امنع الحسين وأصحابه من الماء فلا يذوقوا منه حثوة»، فبعث خمسمائة فارس نزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فيستنتج من ذلك أن الموقع الحربي كان في قبضة الأمويين دون العلويين، وأنه لا بد للحسين من الهجوم إذا أراد الوصول إلى الماء، وهذا يعني ضرورة التضحية، وأنت تعلم قلة عدد جنوده وبؤسهم بعد رحلتهم الطويلة من الحجاز إلى العراق.
Shafi da ba'a sani ba