Daular Umayyawa a Sham
الدولة الأموية في الشام
Nau'ikan
أبى الحسين البيعة ليزيد، فجمع أهل بيته وشيعته وانطلق إلى مكة، فاختلف الناس إليه والتفوا حوله حلقات حلقات، واحتفلوا به وانتصروا له، فكثر رجاله وانتشرت دعوته بينهم، وقد اتصل هناك برسل الكوفيين من الشيعة الغاضبين على يزيد فشجعوه على القدوم إليهم لينادوا به أميرا للمؤمنين بدلا من يزيد بن معاوية المغتصب لعرش أبيه علي بن أبي طالب ابن عم الرسول. (2-5) رسائل الكوفيين للحسين بن علي
حملت الأخبار وفاة معاوية، فنشط الحزب الشيعي في الكوفة وأنشأ يدبر المؤامرات ويهيئ الوسائل الفعالة لاسترجاع عرش الخلافة إلى أصحابه الشرعيين، فعقدوا الاجتماعات في بيت أكبر زعمائهم سليمان بن صرد، واندفعوا اندفاعا كليا في إلقاء الخطب الحماسية التي تظهر مساوئ الحكم الأموي وفضائحه ودسائسه، فاعتلى سليمان مرة منصة الخطابة وافتتح إحدى جلساتهم بقوله: «إن معاوية قد هلك، وإن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه»،
8
فأجاب القوم - والحماس آخذ منهم مأخذه: «لا، بل نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه»،
9
وعمدوا إلى كتابة الرسائل، الواحدة إثر الأخرى وكلها توثق للحسين طاعتهم وإخلاصهم وتفانيهم في الدفاع عنه والذود عن حرمته، وإني مورد لك بعض هذه الوثائق لتلمس بيديك شيئا من حماس القوم وتهالكهم - ولو عن بعد - في نصرته ومحبته:
الرسالة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك ... فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها واغتصبها فيأها وتآمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود، إنه ليس علينا إمام فاقبل، لعل الله يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير - الوالي - في قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد، ولو بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله، والسلام ورحمة الله عليك.
10
Shafi da ba'a sani ba