Dalilin Falihai
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين
Mai Buga Littafi
دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الرابعة
Shekarar Bugawa
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Inda aka buga
بيروت - لبنان
الله إلا إليه﴾ (التوبة: ١١٨) .
قال في «الكشاف»: لا ملجأ من سخط الله إلا إلى استغفاره ﴿ثم تاب عليهم﴾ ألهمهم أسباب التوبة ووفقهم لها «ليتوبوا» / أي ليقبلها، وقيل: تاب عليهم قبل توبتهم و«ليتوبوا» أي: يداوموا عليها، وفي تفسير سورة البقرة من البيضاوي: أصل التوبة الرجوع فإذا وصف بها العبد كان رجوعًا عن المعصية إلى الطاعة وإذا وصف بها الباري تعالى أريد بها الرجوع عن العقوبة إلى المغفرة اهـ. ﴿إن اهو التواب﴾ على من تاب أي: يقبل توبته الصحيحة فضلًا منه وهو الرحيم. ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا ا﴾ بترك معاصيه ﴿وكونوا مع الصادقين﴾ في الأيمان والعهود بأن تلزموا الصدق.
(قال كعب) صرح بذكره للفصل بين سياق أحواله بذكر الآي القرآنية المنزلة في التوبة (وا ما أنعم الله عليّ من) زائدة للاستغراق (نعمة قط) أي في الزمن الماضي (بعد أن هداني للإسلام) أي دلني عليه وأوصلني له. وفي نسخة: هداني الله (أعظم) وصف لنعمة فتجوز قراءته منصوبًا باعتبار محلها لزيادة من، ومجرورًا باعتبار لفظها، ويجوز رفعه بتقدير هي أعظم (في نفسي من صدقي رسول الله ﷺ ألا أكون كذبته) كذا في «الصحيحين» عند جميع رواتهما إلا الأصيلي من رواة البخاري فقال: «أن أكون» وليس بشيء، والصواب الأول وتخريجه أن لا زائدة كما قال عياض وتبعه المصنف وغيره، ومعناه: أن أكون كقوله تعالى: ﴿ما منعك ألا تسجد﴾ (الأعراف: ١٢) اهـ. وهذا بناء على أنه مستأنف عما قبله وأظهر منه ما ذكره الشيخ زكريا في حاشيته على البخاري المسماة «بتحفة القارىء» من أنه بدل من صدقي: أي أن لا نافية، قال: والمعنى ما أنعم الله عليّ نعمة هي أعظم من عدم كذبي فعدم هلاكي اهـ. وكذبته بفتح الذال المخففة: أي قلت له قولًا كذبًا (فأهلك) بالنصب عطف على منصوب أن، وأهلك بكسر اللام على الفصيح المشهور، وحكي فتحها وهو شاذ وضعيف (كما هلك الذين كذبوا) أي: هلاكًا كهلاك الذين كذبوا الله القول في إدعاء الإيمان من المنافقين فالمفعول الثاني محذوف.
قال الراغب في «مفرداته»: يقال كذبته حديثًا، ومنهـ كذبوا الله ورسولهـ أي: القول الذي قاله فيتعدى إلى مفعولين نحو صدق في قوله تعالى:
1 / 137