أأسعى لدى سرسي، ذلك الناشر الحاذق، وأعطيه مالا لينشر قصائدي؟ لا شكرا لك.
أأسعى لنيل الشهرة بنظم قصيدة غزلية واحدة بدلا من أن أنظم قصائد غيرها؟ لا شكرا لك.
أتراني أقصر جهدي على كشف مواهب الناشئين دون سواهم؟ أأخشى ما قد يحلو للصحف الخاملة أن تقوله عني، ثم لا أفتأ أحدث نفسي قائلا: ليت اسمي يظهر في صحيفة «باريس ميركري» الصغرى؟ لا شكرا لك.
هل أحتمي، وأخاف، وأنزوي، وأوثر القيام بزورة على الاضطلاع بنظم قصيدة، وأن أجنح إلى تدبيج العرائض والملتمسات؟ لا شكرا لك؟ لا شكرا لك! لا شكرا لك.
ولكني أوثر أن أغتني وأحلم، وأضحك وألهو، وأعيش منفردا حرا، وأن تكون لي عينان يقظتان، وصوت مجلجل، وأن ألبس قبعتي حين أشاء وكيف أشاء، وأن يكون لي الخيار حسب هواي في أن أدخل في مبارزة، أو أنشد أنشودة! وأن أعمل دون أن أحسب حسابا للجاه والمجد، وأن أقوم بالرحلة إلى القمر، الرحلة التي تنشدها جميع النفوس! وألا يدبج يراعي شيئا لا يصدر عن عميق وجداني، بيد أني في اتضاع أقول لنفسي : يا صاح لتقنع بالأزاهير والفواكه، أجل لترض بأوراق الشجر فحسب، ما دمت تجمعها من حديقتك أنت، ثم إذا اتفق أن أحرزت بعض النصر، فلن أكون ملزما أن أعطي أي قسط منه لقيصر، بل أن أحتفظ به كله لنفسي، ومجمل القول: إني لأنأى بنفسي عن أن أكون اللبلاب الطفيلي، حتى وإن عجزت عن أن أكون شجرة البلوط، أو الزيزفون، وأوثر أن أرتفع معتمدا على نفسي، وإن لم أبلغ علوا شاهقا.
لوبريه :
وحدك؟ ليكن ذلك لك، ولكن لا يجب أن يقف شخص واحد في وجه الجميع! كيف بربك أصبت بهذا الجنون الذي يملكك، والذي يجعلك تخلق على الدوام أعداء لك في كل مكان؟
سيرانو :
أصبت به عندما رأيتك تتودد إلى الناس، وتبتسم لهذه الجماعات من الأصدقاء عينها بابتسامة لا تنفرج لها شفتان! لا أريد أن أحمل عبء رد التحايا في الطريق، وإني لأصبح في نشوة: هل من عدو جديد؟
لوبريه :
Shafi da ba'a sani ba