سيرانو :
ولكن اعتقادي أنه من الخير أن أشتط كما أفعل الآن، في سبيل المبدأ، وكذلك لأقدم عظة لمن يتعظ.
لوبريه :
ألا تخليت بربك لحظة واحدة عن نزوعك إلى الفروسية، وإلى الجاه والمجد.
سيرانو :
ترى ما عسى المرء أن يفعل؟
هل يسعى إلى عظيم من العظماء، ويتخذه نصيرا، ويحاول كما يفعل اللبلاب الخفي عندما يلتف حول جذع شجرة يجعل منه دعامته، ويمتص لحاءه، فيبلغ العلا بالمكر والخديعة لا بقوة ساعديه؟ لا شكرا لك.
هل تريدني أن أقدم القصائد كما يفعل البعض إلى أصحاب الجاه، وأنظمها في مدحهم؟ هل أخلع على نفسي ثوب المهرج بغية أمل حقير في أن يرى شفتي وزير تنفرجان له، ولو مرة واحدة عن ابتسامة لا تنذر بشر مستطير؟ لا شكرا لك.
هل آكل ضفدعا بريا كل يوم؟ أأزحف على بطني ذلا واستكانة حتى تتجرد ثيابي، ويتسخ جلدي سريعا عند ركبتي؟ أأؤدي أعمالا تكسب ظهري مرونة من كثرة الخشوع والانحناء؟ لا شكرا لك. أأربت على العنزة بيد، وأروي الكرنب باليد الأخرى؟ أأقدم هدايا من نبات السنا لآخذ بدلا منه هدايا من الرواند، وألا أكف عن التلويح بمبخرتي بين يدي واحد من أصحاب اللحى؟ لا شكرا لك.
أأرتمي في حضن بعد حضن، وأصبح رجلا عظيما صغيرا، في دائرة عظيمة ضيقة؟ أأدفع سفينتي بالقصائد الغزلية بدلا من المجاديف، وأملأ أشرعتي بآهات عجائز النساء؟ لا شكرا لك.
Shafi da ba'a sani ba