والأدنى، أنه ليس كلها متهيأ لتلقي حقائق غاياته، ولا قابلا - بذاته - إلى الاتصاف
بجملة صفاته، ولا ناهضا - بوصف نفسه - إلى الوصول إلى علي درجاته.
فجعل بعضها في ذلك واسطة لبعض تتميما لحكمته، وإظهارا لفضل حكم إلهيته،
فكان أعلى الوسائط هو أشرف الوسائط وأول الوسائط وأظهر الوسائط ، وفي ذلك
غموض وخفاء، فلنشر إلى ما هو بين في ذلك - وهو أجلى
ولما كان الأمر مترددا بين العلويات والسفليات ، والروحانيات والجسدانيات ،
ولترقي ما هو ملتفت إلى الأدنى ومتوجه إليه، إلى المحل الأعلى والقدس الأسمى ،
ليصل إلى بابه، فينعم ويحيا، ويسعد ويرقى، ويدوم ويبقى، وليصل العبد - بأصول
عوالمه الحقيقية ، وذواته الأصلية - إلى معرفة صفات العلي الأعلى ، ولينال بظواهر
صفاته ومظاهر ذاته إلى الدرجات العلا ، والحلول في جنة المأوى ، فنزلت له أشخاص
Shafi da ba'a sani ba