مغرمة به؟ هذا غير ممكن.
ياجو :
أقفل شفتيك بإصبعك هكذا وتعلم ... ألم تلمح بأية قوة أحبت المربي ابتداء وذلك لمفاخراته والأكاذيب الوهمية التي قصها عليها؟ أتراها تحبه أبدا لأمثال هذه الثرثرات؟ ستتوق عينها إلى منظر جميل، وأي شعاع تجده حينئذ برؤية ذلك الشيطان متى برد الدم بعد جهد المداعبة الغرامية كان لا بد لإيقاده ثانية ولإدخال جوع شديد على الشبع من جاذب في الملامح، وتناسب بين العمرين، وتوافق في العادات، وتشاكل في المحاسن، والمغربي خلو من هذه الأشياء وأمثالها، فأما وهذه المشوقات مفقودة منه فمن المحقق أن تلك النفس الرقيقة سترى كيف خدعها ولا تلبث أن يأخذها الفواق تقزازا منه، وأن تلاه وتبغضه، فحينئذ تندفع بدافع الطبيعة إلى رجل آخر تؤثره. فإذا ثبت هذا يا سيدي وهو تقدير بديهي لا شبهة فيه بقي أن الرجل الذي في طريق السعادة إنما هو كاسيو ذلك الضحكة العشاق الذي لا يتسع ضميره لأكثر من تزويق شكله بمظاهر الأدب والحشمة يخفي بها ما تحتها من أهوائه الفاسدة المنحرفة، وايم الحق إنه لفي أحسن جادة تبلغه هذه الغاية خصوصا مع ما هو عليه من الليونة والتلطف لمقاصده ومن التعود على انتهاز الفرص السانحة التي ربما خلقها بدقة نظره ورشاقة حيلته فهو هزأة رجيم وفوق ذلك شاب وجميل إلى سائر الصفات التي تختلب بها ألباب مجنونات الغرام ثم إنه يتصل كالمرض المعدي وحسبك منه أن المرأة قد لمحته.
ردريجو :
لا أصدق ما تدعيه لأنها ميالة إلى الفضيلة كل الميل.
ياجو :
كلمني عن فضيلتها وأكلمك عن أذناب التين، لو كانت كما تتوهم لما أحبت المغربي. بل إن بها صلاحا ولكنه صلاح القطعة من حلوى البودنج. ألم ترها لاعبة بمقبض يده، ألم ترها؟
ردريجو :
بلى رأيتها غير أنها مجاملة لا شبهة معها.
ياجو :
Shafi da ba'a sani ba