الفرنسيون في التونكين
مضت عدة أشهر والفرنسيون ينتظرون ما تؤدي إليه حركات عساكرهم في بلاد تونكين ، وكادوا يرتابون من حسن العاقبة حتى وردت البرقية إلى وزير الحربية في باريس من القائد العام: بأن العساكر الفرنسية دخلت باكنين من طريق يوصل إلى لانسون، وأن الصينيين انهزموا إلى نواحي نكبين حيث اشتدت عليهم المهاجمات الفرنسية من جهتي الشمال والشرق وخسروا خسائر جسيمة، ولم يجرح من الفرنسيين سوى سبعين رجلا، وحاز العساكر الفرنسية كميات وافرة من الذخائر وبطارية من مدافع الكروب وجدوها في قلعة باكنين، يظن كثير من رجال السياسة الفرنسية أن فرنسا قد أتمت عملها بالاستيلاء على هذا الموقع المهم.
وأكد هذا الظن ما ورد بالبرقية من بكنين إلى جريدة ألستاندرد أن ملكة الصين عندما بلغها استيلاء الفرنسيين على باكنين عقدت مجلسا حربيا لدراسة الموقف في الأمور الصينية الحاضرة، فقرر الأعضاء وبينهم الأمير كونج على أنه يلزم الاتفاق مع الحكومة الفرنسية بطرق ودية.
وفي حسباننا أن مثل هذه الفتوحات لا تسلي أحزان الفرنسيين، ولا تعزيهم على ما خسروه في مصر، وأن ذاك الضماد لا يقطب هذه الجراح.
الفصل الخامس عشر
منشورات
روت جريدة التان عن جريدة سان بترسبورج أن إمبراطور روسيا أظهر رغبته في السفر إلى برلين في الصيف القادم مع الإمبراطورة، ولم يعلم تاريخ توجهه بالتحديد إلى الآن، ويظن أن سفره هذا يكون قبل سفر إمبراطور ألمانيا (أمس) حسب عادته.
وتعد هذه الزيارات من مؤكدات المواصلات بين دولتي الروس وألمانيا، وهو مما يوسع لروسيا ميدان الجولان في آسيا - كما بينا سابقا. •••
وردت إلى الديلي نيوز برقية من القاهرة مفادها أن قبيلة تراشي في بربر انضمت إلى قبائل كوردفان المعتقدين بمحمد أحمد ... وهذا مما يقنع الناظرين في الحركات السودانية بأن هذه المبالغات التي يذيعها الإنجليز في انتصارهم لم تؤثر شيئا في نفوس القبائل، ولم توهن اعتقادهم بذلك المدعي السوداني، ويقيم دليلا على ما قلناه من أن هذه النيران الملتهبة لا يطفئها إلا رجل من عظماء المسلمين. •••
نشرت في عدة مدن من أيرلندا إعلانات ثورية وجدها أعوان الشرطة ملصقة على جدران الشوارع والأماكن العمومية، مكتوب فيها هذه الكلمات: «حرب أهلية في شهر مارس 1884»، وهو الشهر الحالي فتناول الشرطيون تمزيقها بغاية السرعة ، وكان الأيرلنديون من قبل وضعوا الديناميت في محطات السكك الحديدية من جملة جهات، وهذا الاضطراب الداخلي الشديد ثالثة الأثافي للمسألة المصرية ودخول مرو في حوزة الروس، وهذه الثلاثة، إن لم يكن لها رابعة، فهي كافية للمتبصر في تقدير الارتباك الذي ألم بالحكومة الإنجليزية في هذه الأيام. •••
Shafi da ba'a sani ba