231

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Nau'ikan

إنه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي: إن زيدا لما رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال: «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه: «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال: «ما أقول فيهما إلا الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلا الخير».

فقالوا: «لست بصاحبنا ذهب الإمام- يعنون محمد الباقر (عليه السلام)- وتفرقوا عنه فقال: «رفضونا القوم» فسموا بالرافضة.

قال سعيد بن خيثم: تفرق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال: فصف أصحابه صفا بعد صف حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه، فجعلنا نضرب فلا نرى إلا النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه، قال: فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكب عليه فقال: «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين (صلوات الله عليهم)». فقال: «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال:

«أقاتلهم والله ولو لم أجد إلا نفسي». فقال: «افعل يا بني إنك على الحق وإنهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال: فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا

Shafi 238