ابن عنبة
--- [ 1 ]
Shafi 1
عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب
جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة المتوفى سنة 828 هجرية
بسم الله الرحمن الرحيم
" كل سبب ونسب متقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " حديث نبوى
تأليف النسابة الشهير السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني المعروف بابن عنبة والمتوفى سنة 828 ه
الطبعة الثانية 1380 ه - 1961 م
عنى بتصحيحه محمد حسن آل الطالقاني
منشورات المطبعة الحيدرية في النجف
--- [ 2 ]
Shafi 1
كلمة المصحح
عرف الوجيه محمد كاظم الشيخ صادق الكتبى صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف بحرصه الشديد على نشر آثار السلف الصالح من أساطين الدين وعلماء المسلمين، فقد نشر كثيرا من نفائس المؤلفات ومهام الاسفار مما لم يطبع بالمرة أو طبع وندر وجوده، وقد أسدى بذلك خدمة كبيرة للمكتبة العربية عامة والهيئة في النجف خاصة، إذ لولا اهتمامه باحيائها ونشرها لضاعت كما ضاعت مآت الكتب من قبل.
ولا يزال هذا الرجل النشط مجدا في نشر الآثار الجليلة على نفقته الخاصة مع قلة المساعدين وندرة المشجعين، والذى ألاحظه ويلاحظه كل من له صلة أو معرفة به ان كل المثبطات لم تستطع أن تضعف همته أو تقف حاجزا دون رغبته الجامحة وروح التضحية عنده، فالكتاب العراقى مظلوم في بلاده ظلامة ليس لها نظير في بابها، والعراق على العموم بلد عقوق ونكران جميل، ومثل هذه الامور تصدم الانسان عادة وتقلل من رغبته في الخدمة، اما الذين يعملون رغم كل ذلك ويضحون بكل غال ورخيص في سبيل الخدمة باخلاص، قانعين برضا ضمائرهم، ومكتفين بما تسجله لهم الاجيال القادمة ويخطه التاريخ في صفحاته فهم قليلون جدا ولا يتجاوزون عدد الاصابع كثيرا.
ولا أرانى مبالغا لو قلت بأن صاحب المطبعة الحيدرية من اولئك الافراد القلائل، فهو وان كان تاجرا يعمل ليربح الا أنه لم يكن ليحصر عمله ويجند
--- [ 3 ]
Shafi 2
نفسه وامكانياته في هذا النوع من التجارة لو لم يكن صاحب معرفة وشعور وعقيدة، والا فما اكثر التجار والاثرياء في هذه المدينة.
ولماذا لا نراهم يفكرون فيما يفكر به أو يعملون شيئا مما عمل ؟ !.
لقد سبق لى وأن أشرت إلى جهود الاخ محمد كاظم في هذا الميدان في بعض أعداد مجلتي (المعارف) وقلت بأن ما قامت بنشره مكتبته قد ناف على 150 كتاب بين صغير وكبير.
وفى خلال ثلاث سنوات مضت قام بطبع مجموعة مهمة من كتب التاريخ والادب.
أذكر منها (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر اشوب في ثلاث مجلدات ضخام.
و(الكنى والألقاب) للشيخ عباس القمى في ثلاث مجلدات ضخام أيضا، و(تاريخ الكوفة) للسيد حسين البراقى و(تنزيه الانبياء) للسيد المرتضى و(الفهرست) للشيخ الطوسى، و(النور المبين) للسيد نعمة الله الجزائري.
و(الارض والتربة الحسينية) للامام كاشف الغطاء ولديه تحت الطبع كتب قد أشرفت على التمام.
وهذا الكتاب (عمدة الطالب) من أهم وأوثق ما في أيدينا من كتب النسب وكان قد طبع في الهند طبعات رديئة شوهها الغلط والسقط.
وقد اهتم به فأخرجه عام 1385 ه فجاء روعة في فنه واخراجه وضبطه.
ومنذ سنوات عزت نسخه وندر وجودها في الاسواق فبادر إلى اعادة طبعه من جديد رغبة في تيسيره للباحثين وجعله في متناول أيدى أهله.
وقد رغب إلى الاخ الكريم في الوقوف على تصحيحه فعز على أن لا أنزل عند رغبته رغم ما أنا فيه من زحمة الاعمال وتراكمها كما يعرفه جيدا.
فأعمالي موزعة على مطبعته ومطبعة أخرى في النجف غير الاشغال الاخرى التى تستأثر بكثير من وقتى وراحتي.
وإذا كان هناك ما يستحق أن نصرف عليه الوقت ونضحى براحتنا من أجله فهو هذا العمل وأمثاله مما يخلد ذكره ويبقى
--- [ 4 ]
Shafi 3
أثره مدى الزمن، وما عداه فتضييع للوقت وخسارة لا يمكن التعويض عنها بشئ.
وبعد فأنه ليسرني بل يشرفني أن أوفق إلى اكمال هذا الكتاب وأن لا يحدث لى ما يعيقنى عن ذلك وغيره من أعمال الخير، فما ندرى ما تخبئه لنا الاقدار وتجرنا إليه الظروف، والله المسئول أن يصوننا من المكاره ويوفقنا إلى ما فيه رضاه انه نعم المجيب.
ملاحظة: ان كل ما يجده القارئ من التعليقات والفوائد في هوامش الكتاب بتوقيع (م ص) فهو لمصحح الطبعة الاولى في النجف، وهو سماحة العلامة الكبير السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه الله.
ولذلك اقتضى التنبيه.
محمد حسن آل الطالقاني صاحب مجلة (المعارف)
--- [ 5 ]
Shafi 4
مقدمة الكتاب
بقلم علامة كبير تمهيد في أهمية النسب: النسب أساس الشرف، وجذم الفضيلة، ومناط الفخر، ومرتكز لواء العظمة ومنبثق روائها، وبه يعرف الصميم من اللصيق، والمفتعل من العريق فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ، ويزوى عن حومته من أقصته الرذائل جاءت الحنيفية البيضاء باكرام الشريف، وتحرى المنابت الكريمة في الزواج وأداء حق الرسالة بالمودة في القربى، إلى غيرها من الاحكام، وكلها منوطة بمعرفة الانساب.
النسب مجلبة للعز، ومدعاة للقوة، فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل منهم أنه تلفهم جامعة النسب فان قلب كل منهم يحن للآخر، ونفسه تنزع للاحتكاك به والتزلف إليه، وإدنائه منه والاخذ بناصره، والقيام بصالحه ودفع الضيم عنه وسد إعوازه، ولا تدور هذه الهاجسة في خلد أي منهم إلا ويجد مثلها من صاحبه، قضية الجبلة البشرية، وقد أكد ذلك دين الاسلام فأمر بصلة الارحام ووعد لها المثوبات الجزيلة، وتوعد على قطعها لئلا تتخاذل الايدى وتتدابر النفوس فيفشل الانسان في حاجياته ورقيه، ويفشل في مؤنه واقتصاده ويفشل في علمه وأدبه، ويفشل في دنياه وآخرته، وهل تعرف الارحام الموصولة إلا بمعرفة القبائل والافخاذ والفصائل التى هي موضوع علم النسب ؟ وقد أمر الله سبحانه نبيه الاعظم صلى الله عليه وآله في بدء بعثته أن ينذر عشيرته
--- [ 6 ]
Shafi 5
الاقربين ليكونوا ردء له دعوته وحصنا عن عادية العتاة من قومه، ومن ذلك قول المردة من قوم شعيب(ع) يوم عتوا عن أمره: ولولا رهطك لرجمناك.
كما حكاه عنهم القرآن الكريم، ففى متشج الاواصر مناخ العزة ومرتبض الشوكة ومأوى الهيبة، قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في وصيته لابنه الإمام الحسن عليه السلام: " أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذى به تطير وأصلك الذى إليه تصير، ويدك التى بها تصول، ولا يستغنى الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال، فانه يحتاج إلى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهى أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه، وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أوحلت به مصيبة، ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة ".
وفى مشتبك الانساب سر من أسرار التكوين نوه به القرآن الكريم بقوله عز من قائل: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".
فما هذا التعارف ؟ فهل يريد أنهم يتعارفون فيما بينهم فيعرف كل فرد أنه تجمعه وافراد القبيلة واشجة نسب فيوجب كل على نفسه النهوض بما عليه من رعاية حقوق العشيرة من التعاضد والمناصرة ؟ أو أنه يعرف كل من القبائل القبيلة الاخرى فيرعى النواميس الثابتة بين العشائر، ويتحامى عن الجور على أي من أفرادها والبخس لحقه بما هما من جزئيات هاتيك النواميس، أو حذار بادرة القبيلة المضامة أو المضام فرد منها وفى كل من الوجهين قوام العظمة، واستقرار الابهة، وجمام النفوس، ولا بأس بان يراد كل منهما فتكون الآية من جوامع الكلم (والقرآن كله جوامع الكلم)، إن في معرفة النسب مندفعا إلى مكارم الاخلاق كما أن فيها مزدجرا عن الملكات الرذيلة فمتى عرف الانسان في أصله شرفا، وفى عوده صلابة، وفى منبته طيبا - ولا أقل من أن يحسب هو في نفسه خطرا باتصال نسبه إلى أصل
--- [ 7 ]
Shafi 6
معلوم - فانه يأنف عن تعاطى دنايا الامور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه وحذرا على ذكره من شية العار، وتنزيها لسلفه من سوء الاحدوثة وربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الاصل ومنعة النسب أو تنديد حامته له بألصاقه النقص والعيب بهم باجتراحه السيئات وربما كاشفوه على منعه عن المخازى وهذا الإمام السبط الحسين(ع) يوبخ زبانية الالحاد بقوله: (يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعرابا) فقد أنكر الإمام عليه السلام عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء وركبوه من الطريق الوعر وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوى الاحساب، أو مشابها لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل والاحتفاء بالشرفاء والاحتفال بأمرهم ورعاية الحرمات وحفظ العهود وخفر الذمم، وأمرهم بالرجوع إلى أحسابهم والسير على ما يلائم خطر أنسابهم ولكن هل وجد داعية الشرف لقيله مجيبا أو لهتافه واعيا ؟ لا، لانه لم يكن بين القوم شريف قط فمن خليفة للعواهر، ومن أمير للمومسات، ومن قائد للبغايا وتحت الرايات كل ابن خنا وحلف الشهوات ألقح الفجور منابتهم بمائه الآسن وحملت البغيات ومنهم كل ابن جماعة، ولولا ذلك لما حبذوا قطيعة رحم رسول الله صلى الله عليه وآله، تلك القطيعة الممقوتة التى لم يسبق بمثليها أشقى الاولين ولا لحقهم إلى شرواها أشقى الآخرين، فاحتقبوها خزيا سرمدا وجنوا ثمرة غراسهم عذابا أبدا.
وجاء في فقه الشريعة أن دية قتل الخطأ مع شروطه العشرة على العاقلة وهم الاب والمتقرب به من الرجال والاولاد فيكون الرجل رهن الانفعال منهم لمنتهم عليه بدفع الدية فلا يعود إلى مثله، أو أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون رقباء عليه حتى يردعوه عن مثله ولا يدعوه يتورط في ما يحدوه إلى لدته، وهذه إحدى
--- [ 8 ]
Shafi 7
فوائد الانساب والحاكم إذا عرفها ألزمهم الحكم، وفى باب المواريث فوائد جمة تشبه هذه، وزبدة المخض أن علم الانساب من أهم ما يجب على العالم أن يتطلبه للدين والدنيا، للشرف والفضيلة، للاخلاق والتهذيب.
ولهذه كلها وما يماثلها من فضائل النسب وفوائد المعرفة به بادر العلماء منذ القرون الاولى لتدوينه علما برأسه وكثر فيه التأليف، غير أن أول من أفرده بالتدوين هو النسابة أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى 206 ه كما اعترف به الجلبى في (كشف الظنون) ج 1 ص 157 فانه صنف فيه خمسة كتب: 1 - المنزلة 2 - الجمهرة 3 - الوجيز 4 - الفريد 5 - الملوك، والكلبي تعلم العلم عن الإمام الصادق عليه السلام كما في (رجال النجاشي) ص 305 وأخذ شيئا من الانساب عن أبيه أبي النضر محمد بن السائب كما ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص 140 نقلا عن محمد بن سعد كاتب الواقدي، وكان أبو النضر من أصحاب الامامين الباقر والصادق عليهما السلام كما في (رجال الشيخ الطوسى) مخطوط وتوفى سنة 146 ه وأخذ أبو النضر نسب قريش عن أبي صالح عن عقيل بن أبي طالب (رض) وذكر ابن النديم فهرست كتب الكلبى الكثيرة التى اكثرها في الانساب ص 140 من فهرسته، وأوردها ايضا النجاشي في فهرسته ص 305 وقد فات سيدنا الحجة المرحوم السيد حسن الصدر الكاظمي في (تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام) أن يذكر أول من ألف في علم الانساب من الشيعة وهو النسابة الكلبى هذا ثم لحق هشاما مؤلفو الفريقين فاكثروا وأجادوا إلا أن لخصوص النسب الهاشمي شرفا وضاحا لا يجارى، وشاوا بعيدا لا يلحق، وكرامة ظاهرة لا تدرك، وحسبه من المفاخر والماثر قول النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " وأكد صلى الله عليه وآله في الاصحار بشرف آله الانجبين بأساليب من البيان وأنحاء من من القول حتى جعل ودهم أجر رسالته فأوجبه على أمته جمعاء، فهو من فرائض
--- [ 9 ]
Shafi 8
الدين الحنيف وأهم واجباته، وبه فسر قوله لما بعث أمير المؤمنين عليا عليه السلام لينادي عنه باللعن على ثلاثة أحدهم (من خان أجيرا على أجرته) فكان هو الاجير على بث الدعوة الالهية، وأجر رسالته محبة سلالته، وتضافرت الاخبار عنه صلى الله عليه وآله في الامر بحبهم وألحض على الاخذ بصالحهم، وسد إعوازهم، وإقامة أمرهم، وإكبار مقامهم، والاحتفاء بهم، وقضاء حاجتهم وجعل ذلك كله يدا عنده مشكورة لمن عمل بشئ منها، وللاشراف من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم سهم ذوى القربى المنصوص به في الذكر الحكيم واليهم يعود سهم مشرفهم الاعظم بعد عود سهم الله تعالى إليه، فهى ضرائب مقررة جعلها الله لهم بعد أن أربى بهم عن أخذ الصدقات الواجبة أو مطلقا لانها أوساخ يجب أن يترفع عن التلمظ بها آل محمد صلى الله عليه وآله.
فالعمل بآى من هذه الفرائض يستدعى الوقوف على الانساب ومعرفة الصميم من الدخيل، وقد حمل ذلك علماء الإمامية على الاكثار من التأليف في خصوص البيت الهاشمي وأنسابهم، واستساغوا له المتاعب بين جفلة وهبوط واغتراب وإقامة وضرب في الارض للحصول على الغاية والاشراف على البيوت والقبائل وأنسابهم ومن يمت بهم أو يذاد عنهم، حرصا على الابقاء على هذه الشجرة الطيبة التى (أصلها ثابت وفرعها في السماء) منزهة عما عسى أن يلم بها من أدناس الملتصقين وتحقيقا لموضوع فرائض صدع بها النبي الامين صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أحصى من ألف في أنساب الطالبيين العلامة البارع السيد شهاب الدين الحسينى نزيل قم المشرفة في كتاب مفرد سماه (طبقات النسابين) فجاءت عدتهم تقارب خمسمائة رجل.
وتجد ذكرهم مثبوتا على صفحات كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) لشيخنا الإمام العلامة الطهراني.
ومن أهم هاتيك الكتب كتاب (عمدة الطالب) الذى تزفه (المكتبة الحيدرية) إلى القراء الكرام، وليست هذه بباكورة من خدماتها للعلم والادب فهى لم تبرح
--- [ 10 ]
Shafi 9
وجهدها المتواصل وسعيها المتتابع وعزمها الفتى ومنتها القوية مصروفة إلى نشر الآثار المهمة والكتب القيمة في أبهج حلة وأجمل زى، وإن مما يقدر لها نهوضها باعادة طبع هذا الكتاب الثمين الذى أتت الطبعات الاولى - الهندية - على بهجته وذهبت بنضارته وأخمدت ضوءه وكادت أن تودي به بأغلاطها الشائنة وسقطها المخل، فما كان من الجائز الركون إليها لاحتمال الغلط في كل سطر والسقط في كل صفحة فاتيح لهذه المكتبة الحصول على ثلاث نسخ مخطوطة صحيحة تعد من ذخائر المكتبات الراقية.
1 - نسخة صحيحة متقنة في مكتبة العلامة المصلح الحجة الشيخ محمد الحسين ابن العلامة الشيخ على ابن العلامة الشيخ محمد رضا آل الفقيه الاوحد المصلح بين الدولتين الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف العطاء ابن الفقيه الشيخ خضر الجناجى النجفي رحمه الله، ولم نعرف تاريخ كتابتها لنقصانها من آخرها وقد تمم نقصانها بخطه المرحوم الشيخ على المذكور ولكن الذى يظهر من كتابتها أنها اختطت في عصر المؤلف أو قريب من عصره، وفيها زيادات مهمة لم تكن في النسختين الاخريين.
2 - نسخة صحيحة في مكتبة العلامة الكبير ناشر ألوية الفضل والادب الاستاذ الشيخ محمد طاهر السماوي النجفي، كتبها ناسخها عبد القادر العلوى السبزواري وقد طمس تاريخ كتابتها من آخرها غير أن الذى يترجح في النظر انها اختطت في القرن التاسع أو العاشر وقد سمح بها - رحمه الله - للمكتبة الحيدرية كما انه يرجع إليه الفضل في ظهور هذه المطبوعة بحلة قشيبة وصحة واتقان ولا زالت المكتبة تستمد منه الآراء في مطبوعاتها القيمة فيمدها بآرائه الصائبة ونظرياته المقدرة ومعلوماته الواسعة، وإنها لتقدر له جهوده العظيمة وهمته السامية فجزاه الله عن العلم وأهله خيرا.
3 - نسخة بخط العلامة الكبير السيد حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم
--- [ 11 ]
Shafi 10
ابن أبي القاسم بن عيسى الحسينى الحائري فرغ من نسخها في اليوم 29 من شهر ربيع الاول سنة 893 ه، وقد زينها بتعليقاته الثمينة وفوائده النفيسة، وذكر في آخرها أنه كتبها على نسخة كتبت على نسخة بخط المؤلف فرغ من كتابتها غرة شهر رمضان سنة 812 ه أي قبل وفاته ب 16 سنة، وكانت من ممتلكات السيد محمد كاظم الشريف الحسينى الحسني العريضى النجفي الحائري كتب باخرها صورة تملكه - 29 جمادى الثانية سنة 1164 - وله عليها تعليقات ثمينة كتبها بخطه في مواضع عديدة نقل اكثرها المصحح في الهامش، وهى تمتاز عن النسختين الاوليتين بالصحة والاتقان، وقد نقل الاكثر من تعليقاتها المهمة المصحح لهذه المطبوعة في الهامش ورمز إليها - عن هامش المخطوطة - وكانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة الكبير الحجة المرحوم الشيخ عبد الرضا ابن الفقيه الشيخ مهدى آل الفقيه الأكبر الشيخ راضى ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن آل الفقيه الورع الشيخ خضر الجناجى النجفي رحمه الله، وقد سمح بها للمكتبة ولداه الفاضلان الاديبان الشيخ محمد كاظم والشيخ محمد جواد خدمة لنشر العلم وإن المكتبة الحيدرية تشكرهما على هذه الخدمة الجليلة وتقدر لهما هذه الهمة العالية جزاهما الله عن العلم خيرا.
وقد جاء الكتاب - بحمد الله - غاية في الاتقان والصحة، وممن يجب شكره وتقديره العلامة البارع منبثق أنوار الفضل والشرف السيد محمد صادق آل بحر العلوم لوقوفه على تصحيح الكتاب والنظر فيه، والتعليق عليه تعاليق مهمة أبقاها مأثرة له خالدة ويدا مسداة إلى الطالبين أجمع، وإن خدماته الجمة للعلم والادب في تعاليقه على الكتب القيمة المطبوعة وغيرها، وتقييد أنظاره الراقية ونتائج اطلاعه الواسع فيها كلها مقدرة مشكورة وفقه الله تعالى لنشر العلم والادب.
--- [ 12 ]
Shafi 11
ترجمة المؤلف:
هو جمال الدين (1) أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر بن علي عنبة الأكبر (2) ابن محمد - المهاجر من الحجاز إلى العراق - ابن يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد الشهير بابن الرومية، ابن داود الامير ابن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) ذكر نسبه بنفسه في هذا الكتاب، كما أن النسابة النجفي عميد الدين الحسينى ذكره وكتابه هذا واعتمد عليه، وكذلك كل من تعرض لذكره، وترجمه بحاثة العصر شيخنا العلامة الكبير الشيخ آغا بزرك الطهراني النجفي في (الضياء اللامع في القرن التاسع) وفرق كتبه على أبواب كتابه " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " وفى كتاب (الكنى والألقاب) تأليف شيخنا البحاثة الثقة الشيخ عباس القمى النجفي ج 1 ص 355 أنه " سيد جليل علامة نسابة صهر السيد تاج الدين بن معية
---
(1) بهذا لقبه السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين على الحسينى النجفي النسابة في (المشجر الكشاف) المطبوع بمصر، أما جرجى زيدان في (تاريخ آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174 فقد ذكر أن نسخة من الكتاب في (المكتبة الخديوية) بمصر كتب عليها كمال الدين، ولكن الاصح في لقبه هو الاول وهو المطرد في المعاجم وما كتب على النسخة الخديوية من الاغلاط كذكرها في نسبه أنه حسيني وهو حسنى بلا خلاف، وأنه ابن عنبسة بالسين وهو المعروف بابن عنبة بالباء بلا ريب، كما أن ابن عتبة بالتاء الفوقانية في مطبوعة بمباى من أغلاطها الكثيرة.
(2) قال الزبيدى في (تاج العروس) بمادة عنب: عنبة الأكبر جد قبيلة من اشراف بنى الحسن بالعراق ونواحى الحلة.
(الكاتب)
--- [ 13 ]
Shafi 12
النسابة شيخ الشهيد الاول، وتلميذه كان من علماء الإمامية بل هو من عظمائها تلمذ على السيد ابن معية اثنتى عشرة سنة فقها وحديثا ونسبا وأدبا وغير ذلك آثاره: ينص جرجى زيدان في كتابه (تاريخ آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174 على اثنين منها، الاول (بحر الانساب) في نسب بنى هاشم مرتب على مقدمة وخمسة فصول منه نسخة في (المكتبة الخديوية) في 276 صفحة في آخرها كتابة بخط السيد مرتضى الزبيدى صاحب (تاج العروس) تفيد أنه اطلع عليها وذكر هذا الكتاب شيخنا في (الذريعة) ج 3 ص 32 عن (فهرس المكتبة الخديوية) والثانى (عمدة الطالب) وأنه فرغ من تأليفه سنه 814 ه وقدمه لتيمور لنك، منه نسخة في (الخزانة التيمورية) في 353 صفحة، ويقول الجلبى في (كشف الظنون) ج 2 ص 133 بعد أن ذكر الكتاب ونسبه إليه: " أخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد على الصوفى النسابة، ومن تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري، وضم اليهما فوائد علقها من عدة أماكن موشحا ذاكرا لاخبار الولادة والوفاة ".
ثم ذكر شيئا من مقدمته إلى ان قال: " وأهداه إلى تيمور ".
وقد عرفت عند ذكر نسخة ابن مساعد أن المؤلف فرغ من كتابها سنة 812 ه لا سنة 814، كما أنه ذكر في مقدمة الكتاب أنه الفه بالتماس جلال الدين الحسن الزاهد النقيب النسابة ابن عميد الدين علي بن عز الدين الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل على نقيب النقباء الحسينى المذكور في هذا الكتاب ولعل الذى قدمه لتيمور لنك هو (عمدة الطالب الصغرى) الذى هو مختصر للاول كما ذكر بعض الاعلام الخبيرين، وقد ذكر هذا الكتاب المختصر الجلبى في
--- [ 14 ]
Shafi 13
(كشف الظنون) وإن نسبه إلى غير مؤلف الاول - راجع ج 2 ص 133 - وذكره ايضا شيخنا في (الكنى والألقاب) وقال: " رأيت نسخة منه " كما انه ذكر كتابا فارسيا في الانساب ولعله (كتاب أنساب آل أبي طالب) الذى ذكره شيخنا في (الذريعة) ج 3 ص 375 وأنه على نهج (عمدة الطالب)، وكأنه ترجمة له إلى الفارسية بتغيير يسير رآه سيدنا العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في (مكتبة العلامة النوري) أو أنه كتاب " التحفة الجمالية " الفارسى المذكور في (الذريعة) ج 3 ص 424 واحتمل اتحاد الكتابين، أو أنه (تحفة الطالب) وقد ذكره شيخنا في (الذريعة) ص 448 من هذا الجزء ايضا ونقله عن (المشجر الكشاف).
ولادته ووفاته: ولد المترجم في حدود سنه 748 ه لانه في كتابه هذا أنه أدرك استاذه السيد تاج الدين محمد بن جلال الدين أبي جعفر القاسم ابن معية النسابة الحسني شيخا وتخرج عليه قريبا من اثنتى عشرة سنة وصاهرة على ابنته، وقد كانت وفاة استاذه ابن معية سنه 776 ه فيكون أول قراءته عليه سنه 764 ه تقريبا وفى مجارى الطبيعة أن يكون أخذه عنه بعد بلوغه مبالغ الرجال عند مشارفته السادسة عشرة من سنى عمره، فتصادف ولادته ما ذكرناه من التاريخ تقريبا، وتوفى في سابع صفر سنة 828 ه عن عمر يقدر بالثمانين، وكانت وفاته بكرمان من بلاد ايران، وعمدة مشايخه هو ابن معية المذكور، وأما النسابة أحمد بن محمد المهنا بن علي بن المهنا الحسينى العبيدلى الذى أدرك آية الله العلامة الحلى وشارك السيد ابن معية في التلمذة على جلال الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد بن فخار النسابة فهو وإن كان في طبقة مشايخ المترجم لكنه لم يقرأ عليه وإنما نقل في كتابه هذا عن مؤلفاته كالمشجر وغيره ؟ 10 - 6 - 1358 ه الكاتب
--- [ 15 ]
Shafi 14
فائدة تقسيم النسب: قال السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن
حمزة بن زهرة الحسينى نقيب حلب وابن نقبائها في مقدمة كتابه (غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار) - بعد ان ذكر أن العرب كان فن علم النسب غالبا عليهم وفاشيا فيهم -: ووضع النسب بين دفتين ينقسم إلى نوعين مشجر ومبسوط فأما المشجر.
فلم أدر من ألقى عليه رداءه ولكنه قد سل عن ماجد محض قلت ذلك لانى لا اعرف من وضعه واخترعه، والتشجير صنعة مستقلة مهر فيها قوم وتخلف آخرون، فمن الحذاق فيها الشريف قثم بن طلحة الزيدى النسابة كان فاضلا يكتب خطا جيدا قال: شجرت المبسوط وبسطت المشجر وذلك هو النهاية في ملك رقاب هذا الفن.
ومن حذاق المشجرين: عبد الحميد الاول بن عبد الله بن اسامة النسابة الكوفى.
كتب خطا أحسن من خط العذار، وشجر تشجيرا أحسن من الاشجار بأنواع الثمار.
ومن حذاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسابة صنف الكتاب الحاوى لانساب الناس مشجرا في مجلدات تتجاوز العشرة.
وأما المبسوط فقد صنف الناس فيه الكتب الكثيرة المطولة فممن صنف فيه أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى النسابة صاحب (مبسوط نسب الطالبيين) والمبسوطات اكثر من
--- [ 16 ]
Shafi 15
المشجرات.
والفرق بين المشجر والمبسوط هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الاسفل ثم يترقى أبا فأبا إلى البطن الاعلى، والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الاعلى ثم ينحط إبنا فابنا إلى البطن الاسفل.
كيفية ثبوت النسب عند النسابة: لذلك ثلاثة طرق (احداها) أن يرى خط نسابة موثوق به ويعرف خطه ويتحققه فحينئذ إذا شهد خط النسابة بشئ عمل عليه (وثانيها) أن تقوم عنده البينة الشرعية وهى شهادة رجلين مسلمين حرين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة أو تزكية فحينئذ يجب العمل بقولهما (وثالثها) أن يعترف عنده مثلا أب بابن وإقرار العاقل على نفسه جائز فيجب أن يلحقه بقول أبيه.
أوصاف صاحب النسب: يجب أن يكون تقيا لئلا يرتشى على الانساب (كما قيل عن أبي الحرب ابن المنقذى النسابة قالوا: كان يرتشى على النسب).
وصادقا لئلا يكذب فينفي الصريح ويثبت اللصيق، ومتجنبا للرذائل والفواحش ليكون مهيبا في نفوس الخاصة والعامة فإذا نفى أو أثبت لا يعترض عليه.
وقوى النفس لئلا يرهب من بعض أهل الشوكة فيأمره بباطل أو ينهاه عن حق فأن لم يكن قوى النفس زلت قدمه، ومن صفاته المستحسنة أن يكون جيد الخط فان التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن.
محمد صادق آل بحر العلوم الطبا طبائى
--- [ 17 ]
Shafi 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، ورفع بعض الانام على بعض فصيره أفخم قدرا، وأعظم ذكرا، وأحل نبيه محمدا المختار من شريف النسب في المجد الصراح، واصطفاه للايثار بمنيف الحسب وسرة البطاح، وأطلع شمس فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع، ووصل حسبه ونسبه يوم القيامة بعدم الانقطاع فهذا أكرم البرية نفسا وآلا، وأفضلها حالا ومآلا وأتم العالم جمالا، وأكمله تفصيلا واجمالا، فصل اللهم عليه صلاة تجارى سابق فخره.
وتبارى باسق قدره، وعلى آله المتفرعين من دوحة نبوته، المترفعين إلى ذروة الشرف بمنحة نبوته، وعلى أصحابه المغترفين من شرب العناية، المعترفين بنشر القبول من مهب الرعاية، ما أضحك مدمع السحاب ثغور الروض، واتصل حبلا العترة والكتاب حتى يردا على الحوض.
أما بعد: فان علم النسب علم عظيم المقدار، ساطع الانوار، أشار الكتاب الآلهى إليه فقال سبحانه وتعالى: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".
وحث النبي الامي عليه، فقال: " تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم "، لاسيما نسب آل الرسول عليه السلام، لوجوب توخيهم بالاجلال والاعظام، كما وضح فيه البرهان، ودل عليه القرآن، وكيف لاوهم خيرة الله التى اختارها ورفع في البلاد والعباد منارها، ولم تزل أنسابهم التى إليها يعتزون على تطاول الايام مضبوطة، وأحسابهم التى بها يتميزون على تداول الاقوام عن الخلل
--- [ 18 ]
Shafi 17
محوطة " إلا أنى رأيت أوان تغربي في أكثر البلاد التى وطئتها تشابها عظيما بين الهجان والهجين.
وتساويا شديدا بين اللجين (1) واللجين.
يكابر الدعى العلوى فلا ينكر عليه، ويتنازعان الشرف فما من عارف بشأنهما يرجعان إليه وكثيرا يتعصب في الظاهر للدعى، توصلا بذلك إلى الطعن في آل النبي(ع) وكم من قائل، لو عرفت سيدا صحيح النسب لتبركت بترابه، ووضعت خدى تواضعا على عتبة بابه، هذا لعمر الله محض اللجاج، والعناد الذى لا يطمع له في علاج، هذه بيوتات العلوية العارية عن العار متوافرة، وقبايل الفاطمية الطاهرة عن الغبار متكاثرة، وقد قام بتصحيح اتصالهم في زمان علامون من الامة، ونهض بتنقيح حالاتهم في كل أوان فهامون من الائمة.
فحركتني العصبية وبعثتني النفس الابية.
على أن أصنف في أنساب الطالبيين كتابا يجمع بين الفروع والاصول، ويضم الاجذام إلى الذيول، ويستوعب شعب هذا العلم ويستقصيها ولا يغادر من فوائده صغيرة ولا كبيرة إلا ويحصيها.
والايام بذلك المطلب تماطل، وتحول دون ما احاول، حتى بعد ذلك الفن عهدي.
ولم يبق منه غير أثارة عندي، وكيف لا وأنا في زمان ظاهر الغباوة مجاهر العلم والشرف بالعداوة.
قد ارتفعت فيه إرادة العلم من القلوب.
وعد النسب الفاطمي من أعظم العيوب، بحيث أشرفت أنوار الشرف أنوار الشرف على الانطماس.
وآذنت آثار دروس العلم بالاندراس، فالتمس منى أعز الناس على، واكرمهم لدى وهو المولى الاعظم، والماجد الاكرم.
مرتضى ممالك الاسلام.
مبين مناهج الحلال والحرام، ناظم درر المواهب.
في سلوك الرغايب، ومقلد جيد الوجود بوشاح المناقب، ملاذ قروم آل أبي طالب، في المشارق والمغارب مفيض لجج الحقايق بجواهر المطالب، على الاباعد والاقارب.
الغنى
---
(1) الاول بضم اللام وفتح الجيم كالحسين بمعنى الفضة.
والثانى بفتح اللام وكسر الجيم كالامير زبد أفواه الابل.م ص
--- [ 19 ]
Shafi 18
عن الاطناب في الألقاب، بكمال النفس وعلو الجناب: تجاوز قدر المدح حتى كأنه بأحسن ما يثنى عليه يعاب المؤيد بكواكب العز والتمكين، نور الحقيقة والدين، جلال الدين الحسن (1) بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد ابن علي بن علي بن الحسن بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين المعصوم بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام زيدت فضائله وإفضاله، أن أهز صارم الصريمة وأوجه وجه العزيمة إلى جمع مختصر يجمع نسب الطالبية وقواعده، ويحوى خفى أسراره ويضبط معاقده، منبها على ما وقفت عليه من خلاف مشيرا إلى ما كان من نفى أو غمز بانصاف، أنقل كلام الرواة كما وقع إلى، وأتحرى نصوص الثقات كما يجب على، لم أتعمد إثباتا لمنفى ولا نفيا لثابت، ولم أقصد من عندي إيضاحا لخفى ولا طعنا في غير متهافت، بل اعتمد على الحق الصريح، وأتحرى الصدق في إبطال وتصحيح، فجاء بحمد الله كتابا نفيس المطالب، كما يفرح الطالب في أنساب آل أبي طالب.
قرب إلى إيجاز الالفاظ إطناب المعاني واحتوى على مهمات الضوابط مع سهولة المباني.
يحتاج المبتدى إلى مطالعته.
ولا يستغنى المنتهى عن مراجعته، وحيث وجب التوفيق بين المسمى واسمه انتخب له اسما علما منى بأنه نعم علما موافقا فسميته (عمدة الطالب) في نسب آل أبي طالب ثم أهديته إلى الحضرة العلية.
علما منى بأنه نعم الهدية فانه لا ينبغى لاحد بعده و(معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده).
وأنا أرجو أن يتلقاه من القبول قبائل وييسر منه إلى السؤل وسائل:
---
(1) جلال الدين الحسن كان كريما زاهدا وله فضائل كثيرة.
وكان يسكن جزيرة بنى مالك وله عقب من ولده ناصر الدين محمد.
ذكره في الكتاب في أعقاب زين العابدين عليه السلام تحت عنوان (ذكر جلال الدين حسن الزاهد)
--- [ 20 ]
Shafi 19