وهو ذو عيلة وحاجة، وشهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والامرأة تنتظر أن يكف والآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة، فصاحت الامرأة: وا يتم أولادي كيف تكون صورتنا إذا مات هذا؟ فكلمها الشريف بكلام فظ فقال: ظننت أنك تشكينه الى المعلم. وكان الرضي يرشح الى الخلافة وكان أبو اسحاق الصابي يطمعه فيها ويزعم أن طالعه كان يدل على ذلك، وله في ذلك شعر أرسله اليه؛ ووجدت في بعض الكتب ان الرضي كان زيدي المذهب وأنه كان يرى أنه أحق من قريش بالامامة، وأظن إنما نسب الى ذلك لما في أشعاره من هذا كقوله يعني نفسه:
هذا أمير المؤمنين محمد
طابت أرومته وطاب المحتد
أوما كفاك بأن أمك فاطم
وأباك حيدرة وجدك أحمد
وأشعاره مشحونة بذلك، ومدح القادر بالله فقال في تلك القصيدة:
ما بيننا يوم الفخار تفاوت
أبدا كلانا في المفاخر معرق
إلا الخلافة قدمتك وإنني
أنا عاطل منها وأنت مطوق
فقال له القادر بالله: على رغم أنف الشريف. وأشعاره مشهورة لا معنى للإطالة بالإكثار منها، ومناقبه غزيرة، وفضله مذكور.
ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وتوفي في الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة؛ ودفن في داره؛ ثم نقل الى مشهد الحسين (عليه السلام) بكربلاء فدفن عند أبيه وقبره ظاهر معروف؛ ولما توفي جزع أخوه المرتضى جزعا شديدا بلغ منه الى أنه لم يتمكن من الصلاة عليه ورثاه هو وغيره من شعراء زمانه.
فولد الرضي أبو الحسن محمد، 1 أبا أحمد عدنان يلقب الطاهر ذا المناقب لقب جده أبي أحمد الحسين بن موسى؛ تولى نقابة الطالبيين ببغداد على قاعدة جده وأبيه وعمه، قال أبو الحسن العمري: هو الشريف العفيف المتميز في سداده وصونه؛ رأيته يعرف علم العروض وأظنه يأخذ ديوان أبيه؛ ووجدته يحسن الاستماع ويتصور ما ينبذ اليه 2. هذا كلامه، وانقرض الرضي وانقرض بانقراضه وانقراض أخيه عقب أبي أحمد الموسوي.
Shafi 191