العمري الى الموصل فولده بها اليوم، وأعيد الشريف أبو أحمد الى النقابة وتوفي سنة أربعمائة ببغداد وقد أناف على التسعين ودفن في داره ثم نقل الى مشهد الحسين (عليه السلام) بكربلا فدفن هناك قريبا من قبر الحسين (عليه السلام) وقبره معروف ظاهر، رثته الشعراء بمراث كثيرة، وممن رثاه ولداه الرضي والمرتضى؛ ومهيار الكاتب؛ وأبو العلاء أحمد بن سليمان المعري رثاه بالقصيدة الفائية (1) وهي في كتابه «سقط الزند» فولد الشريف أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين 2 عليا ومحمدا.
اخبار نقيب النقباء علم الهدى الشريف المرتضى، وعقبه
أما 1 علي* فهو الشريف الطاهر الأجل ذو المجدين الملقب بالمرتضى علم الهدى، يكنى أبا القاسم، تولى نقابة النقباء وإمارة الحاج وديوان المظالم على قاعدة أبيه ذي المناقب وأخيه الرضي*، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضي، وكانت مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا ولغة وأدبا وغير ذلك، وكان متقدما في فقه الامامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم، قال أبو الحسن العمري: رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال: وكان اجتماعي به سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد وحضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى وعاب بعض أشعاره، فقال أبو العلاء: لو لم يكن له إلا قوله:
«لك يا منازل في القلوب منازل»
لكفاه. فغضب الشريف وأمر بالمعري فسحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك، فقال لهم الشريف:
أعلمتم ما أراد الأعمى؟ إنما أراد قوله في تلك القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
وأمه وأم أخيه الرضي فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين
أودى فليت الحادثات كفاف
مال المسيف وعنبر المستاف
الطاهر الآباء والأبناء و
الأثواب والآراء والآلاف
Shafi 186