165

Cumdat Talib

عمدة الطالب- ابن عنبة

Nau'ikan

الفصل الثاني في ذكر عقب 1 الحسين الشهيد* بن علي بن ابي طالب (ع)

ويكنى أبا عبد الله ولد سنة أربع من الهجرة وقتل سنة إحدى وستين، وكان بين ولادة أخيه الحسن (عليه السلام) والحمل به خمسون يوما وقيل طهر واحد، وأرضعته ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس، وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي (عليه السلام) بعد موته وبايع لابنه يزيد لعنه الله وامتنع الحسين (عليه السلام) من بيعته وأعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنه بايعه وبقي على ذلك حتى مات وأراده يزيد لعنه الله على البيعة وكتب بذلك الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامله على المدينة فلم يبايعه وخرج الى مكة.

وتسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا الى الحسين (عليه السلام) وعزوه من نفسه فأرسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب (سلام الله عليه) فبايعه ثمانية عشر ألفا، فأرسل الى الحسين يخبره بذلك فتوجه الى العراق واتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية لعنه الله، فلما صار الى كربلاء منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وأرادوه على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيد الله بن زياد لعنه الله فامتنع، واختار المضي نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه وأهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى وستين، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه ورؤوس أصحابه وأهل بيته الى الكوفة ثم منها الى الشام، ووجد به يوم قتل سبعون جراحا، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا.

واختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله تعالى، وقيل

Shafi 171