٥ - أخٌ قد طوَى كَشْحًا وأبَّ ليذْهَبا
وأبَّ لسيفهِ: تَهيَّأ ليبتَدِرَهُ. وإِبّانُ الشيءِ: زَمنُه المُنْتهي لفِعلهِ، فهو فِعْلانُ منه. وقيلَ: هو التِّبنُ خاصةً، قاله الضحاكُ وأنشدَ [من المتقارب]
٦ - فما لهمُ مرتعٌ للسَّوا ... مِ والأبُّ عندهمُ يُعذَرُ
ويُروى عن ابنِ عباسٍ: وقيلَ: كلُّ نباتٍ على وجهِ الأرض. ومنه قولُ ابنِ عبّاسٍ: «الأبُّ: ما تُنبتُ الأرضُ ممّا تأكلُ الناسُ والأنعامُ». وعلى هذا فيكونُ مِن ذكرِ العام بعدَ الخاص. وقالَ الكلبيُّ: هو كلُّ نباتٍ سوى الفاكهةِ. وقيلَ: الفاكهةُ رَطبُ الثمارِ، والأبُّ يابسها، وقيلَ: ما نأكلُه حَصيدًا، وما تأكلُه البهائمُ أبٌّ. وأنشَد قولَ الشاعرِ يمدحُ سيدَنا رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم: [من الطويل]
٧ - لهُ دعوةٌ ميمونةٌ رنَّحها الصَّبا ... بها يُنبتُ اللهُ الحصيدةَ والأبّا
وقيلَ: إِنَّما سُمي أبًّا لأنه يَؤُبُّ.
وعن أبي بكرٍ الصديقِ، ﵁، وقد سُئلَ عن تفسيرِ الأبِّ فقال: «أيُّ سماءٍ تُظلُّني، وأيُّ أرضٍ تُقلُّني، إِذا قلتُ في كتاب اللهِ ما لا أعلمُ؟». وعن عمرَ ﵁ حين تلاها قال: «كلُّ هذا عرفناهُ، فما الأبُّ؟». ثم رَفع عصًا كانت بيده فقال: «هذا لعَمْرُ اللهِ التكلُّفُ، وما عليكَ يا بنَ أمِّ عمرَ أما تعرفُ ما الأبُّ». ثم قالَ: «ما تَبيَّنَ لكم من هذا الكتاب فاتَّبعوهُ، وما لا فدَعوهُ». يعني ﵁ في ما لا يتعلقُ به حكمٌ أو فائدةٌ جليلةٌ. فإنا قد عرَّفْنا الأبَّ: نبتٌ في الجملة. فقالَ عمرُ ﵁: «لا يضرُّ الجهل بمعرفتهِ على التعيين، وهو كما قال ﵁. وهذا بخلاف الكَلالةِ
1 / 44