الإسلام شيئا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: "يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة» (١) .
إن تلك الصور الرائعة من بذله- ﵊ جعلت أقوامًا وسادة وعتادة من أهل الجاهلية تلين قلوبهم للإسلام وتخضع للحق، وأمامها صور عجيبة لا تقل في جمالها عنها من قناعته- ﵊ ورضاه بالقليل، وتقديم غيره على نفسه وأهله في حظوظ الدنيا؛ بل وترك الدنيا لأهل الدنيا، ومن ذلك:
[أولًا قناعته ﷺ في أكله]
أولًا: قناعته ﷺ في أكله: أ- روت عائشة ﵂ تخاطب عروة بن الزبير ﵄ فقالت: «ابن أختي! إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان؛ التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من أبياتهم فيسقيناه» (٢) .
ب- وعنها- ﵂ قالت: «لقد مات رسول الله ﷺ