عن عدل حتى تنتهي الرواية إلى رسول الله ﷺ ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض، وإن الميزان حق، والصراط حق، والبعث بعد الموت حق وأن الله ﷿ يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ونسلم الروايات الصحيحة في ذلك عن رسول الله ﷺ وندين بحب السلف الذين اختارهم الله ﷿ لصحبة نبيه ﷺ، ونثني عليهم بما أثنى به عليهم، ونتولاهم أجمعين ونقول: إن الإمام الفاضل بعد رسول الله ﷺ أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، وأن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون للإمامة كما قدمه رسول الله ﷺ للصلاة، وسموه بأجمعهم خليفة رسول الله ﷺ ثم عمر بن الخطاب ﵁، ثم عثمان بن عفان ﵁ وأن الذين قتلوه قتلوه ظلمًا وعدوانًا، ثم علي بن أبي طالب ﵁، فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله ﷺ وخلافتهم خلافة النبوة ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله ﷺ بها، ونتولى سائر أصحاب النبي ﷺ ونكف عما شجر بينهم. وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم.
ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا وأن «الرب ﷿ يقول: هل من سائل، هل من مستغفر» (١) وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافًا لما قاله أهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا ﵎ وسنة نبينا ﷺ، وإجماع المسلمين، وما كان في معناه. ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها، ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول: إن الله ﷿ يجيء يوم القيامة كما قال: ﴿وَجَاءَ
(١) رواه مسلم ج٢ ص ٤٠٨ وأبو داود في سننه ج ٢ ص ٥٣٦.