152

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Nau'ikan

ونرى طاعتهم من طاعة الله ﷿ فريضة، ما لم يأمروا بمعصية: وندعو لهم بالصلاح والمعافاة: ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة: ــ قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) [النساء: ٥٩] فالله أمر بطاعة ولاة الأمر من المسلمين، أما الكافر فلا طاعة له على المسلمين (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا) [النساء: ١٤١] لأنه قال: (وأولي الأمر منكم) يعني المسلمين. فتجب طاعتهم إلا إذا أمروا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، فلا تطعه في تلك المعصية، لكن ليس المعنى أن تخرج عليه وتنزع الطاعة مطلقًا، بل لا تطعه في تلك المعصية، وأطعه فيما عداها، مما ليس بمعصية وقال ﵊: "إنما الطاعة في المعروف" (١) . ندعو الله أن يرجعهم إلى الحق، ويصحح ما عندهم من الخطأ، ندعو لهم بالصلاح؛ لأن صلاحهم صلاح للمسلمين، وهدايتهم هداية للمسلمين، ونفعهم يتعدّى لغيرهم، فأنت إن دعوت لهم دعوت للمسلمين. هذا أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة، وهو اتباع سنة النبي ﷺ، قال ﵊: "فإنه من يعش منكم

(١) أخرجه البخاري (رقم٤٣٤٠، ٧١٤٥) ومسلم (رقم١٨٤٠) .

1 / 174