174

Ciqd Thamin

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Bincike

محمد بن عبد الله الهبدان

Mai Buga Littafi

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Inda aka buga

الرياض

جلوسا عند النبي ﷺ فخط خطا هكذا أمامه فقال: "هذا سبيل الله"، وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال: "هذه سبل الشيطان"، ثم وضع يده في الخط الأسود ثم تلا هذه الآية. وكذا رواه ابن ماجة (١) . وروى ابن جرير بسنده عن أبان أن رجلا قال لابن مسعود: ما الصراط المستقيم؟ قال: تركنا محمد في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد وعن شماله جواد، وثم رجال يدعون من مر بهم: فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود الآية (٢) . وخرج ابن أبي حاتم عن عبادة بن الصامت ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "أيكم يبايعني على هؤلاء الآيات الثلاث ﴿قُلْ تَعَالوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَليْكُمْ﴾ (الأنعام: من الآية ١٥١) حتى فرغ من ثلاث الآيات قال: ومن وفى بهن فأجره على الله، ومن انتقص منهن شيئا، فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبة له، ومن أخره إلى الآخرة كان أمره إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه" (٣) . وقوله: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ﴾ يعني: أن القرآن فيه بركة لمن آمن به ومغفرة للذنوب، ﴿فَاتَّبِعُوهُ﴾ (الأنعام: من الآية ١٥٣) أي: اعملوا بما فيه من المر والنهي حتى تنالوا كل مطلوب، وفيه الدعوة إلى إتباع القرآن، وتعينها على أهل الإيمان. وقوله: ﴿قدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (الأنعام: من الآية ١٥٧) .

(١) رواه احمد (٣/٣٩٧) وابن ماجة (١١) . (٢) تفسير ابن جرير (١٢/٢٣٠) ورقمه ١٤١٧٠. (٣) انظر: تفسير ابن كثير (٣/٣٦٢-٣٦٣) والحاكم (٢/٣١٨) وصححه.

1 / 196