146

Zoben Dangantaka Mai Dorewa A Cikin Tunawa da Gwarzayen Turai

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

Mai Buga Littafi

دار الكتاب العربي - بيروت

الاكابر والوزراء ومن جملة مداهناته انه رغب الوزراء في تعيين اشخاص من طرف السلطان ليقبضوا اثلات الوصايا من الاموات الواقعة في جميع البلدان فلم يتم كيده وخلص الله تعالى من مكره اهل الايمان واعاذنا من مظالم الحكام وافاض علينا سجال الانعام انه ذو الجلال والاكرام

ومن الوعاظ المشاهير بحسن الاداء ولطف التقرير في مجالس الوعظ والتذكير الشيخ محرم ابن محمد

ولد رحمه الله تعالى ببلدة قسطموني ونشأ بها على طلب العلوم واقتناء شوارد المنطوق والمفهوم فقرا على علماء عصره واجتمع بأماثل دهره وقد تشرف بالاستفادة من المولى اسرافيل زاده المولي جوي زاده واتصل بالمولى سعد الله واشتغل عليه مدة من فنون عدة ثم رغب في التصوف وتصفية الباطن فتنقل لذلك في البلاد والاماكن واتصل اولا بالمشايخ الخلوتية منهم الشيخ سنان المشتهر بسنبل ثم خدم عدة من المشايخ البيرامية وبهم حصل آماله ونال عندهم ما ناله واجاز له الشيخ السامي البيرامي ولما اقتبس الخير من انوارهم تزيا بزيهم وتشرف بشعارهم ثم سلك مسلك الوعظ والتفسير فعقد المجالس الشريفة ونصح وأفاد وانتصب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عدة من البلاد ثم عاد الى قسطنطينية وشاع فيها امره وارتفع ذكره وفوض اليه التدريس بمدرسة محمد باشا الصوفي بالبلدة المزبورة وعين له كل يوم ثلاثون درهما ولما اتم السلطان سليمان جامعه المعروف لدى القاص والدان نصب له به كرسي للوعظ وعين له كل يوم عشرون درهما فكان يدرس تارة ويعظ اخرى وقد اتم مرارا تفسير البيضاوي والكشاف وأحيا سنن الاكارم الاسلاف الى ان توفي في شهر جمادى الاخرة سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وقارب الثمانين كان رحمه الله شيخا جميل الصورة مقبول السيرة واسع التقرير متبحرا في علم التفسير وكان من حفظه يقرا القرآن ويقرر ما قاله ارباب التفسير بايقان واتفاق ويذكر في اثنائه من مناقب الصلحاء والمشايخ ومواعظ الفضلاء ما يفيد اوابد النفوس العاصية ويلين شدائد القلوب القاسية وكان يحضر مجالسه الفئام من الخواص

Shafi 478