وهو مجيب لدعوتك ان شاء قال فسأل إبراهيم ربه ان يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله عزوجل إليه: أنى واهب لك غلاما عليما. ثم ابلوك بالطاعة لي، قال أبو عبد الله عليه السلام فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله عزوجل وان سارة قد قالت لابراهيم: انك قد كبرت وقرب أجلك، فلو دعوت الله عزوجل ان ينسئ في اجلك وان يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر اعيننا قال: فسأل إبراهيم ربه ذلك قال: فأوحى الله عزوجل إليه سل من زيادة العمرما أحببت تعطه، قال: فاخبر إبراهيم سارة بذلك، فقالت له: سل الله ان لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت، قال فسأل إبراهيم ربه ذلك، فأوحى الله عزوجل إليه ذلك لك، قال: فاخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله عزوجل إليه في ذلك. فقالت سارة لابراهيم اشكر الله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة، قال: ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس، فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف معه فائد له فاجلسه على مائدته، قال: فمد الاعمى يده فتناول لقمة وأقبل بها نحو فيه، فجعلت تذهب يمينا وشمالا من ضعفه ثم أهوى بيده إلى جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه ثم تناول المكفوف لقمة فضرب بها عينه، قال: وإبراهيم عليه السلام ينظر الى المكفوف والى ما يصنع قال: فتعجب إبراهيم من ذلك وسأل قائده عن ذلك، فقال له القائد هذا الذي ترى من الضعف، فقال: إبراهيم في نفسه أليس إذا كبرت أصير مثل هذا؟ ثم ان إبراهيم سأل الله عزوجل حيث رأى من الشيخ ما رأى، فقال: اللهم توفنى في الاجل الذي كتبت لي فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت. (باب 37 - العلة التى من أجلها سمى ذوالقرنين ذاالقرنين) 1 - أبى رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن ابن أبان عن محمد بن أرومة قال: حدثنى القاسم بن عروة، عن بريد العجلي عن الاصبغ بن نباتة قال: قام ابن الكواء إلى علي عليه السلام وهو على المنبر فقال:
--- [ 40 ]
Shafi 39