تكلم بعضهم فيه حسدا وظلما وتسور على عالي مقامه فاحتمل بهتانا وإثما وقد كتبنا في استنكار ذلك كلاما في (النصائح الكافية) فجاءتنا رسائل بعض الإخوان عتابا في ذلك وهذا ما قلناه هناك:
أرادت عرارا بالهوان ومن يرد .... عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم
وإليك بعض ما ذكروا عنه قال في (تهذيب التهذيب) :
((قال ابن المديني سئل يحيى بن سعيد القطان عن جعفر الصادق فقال في نفسي منه شيء ومجالد أحب إلي منه، وقال سعيد بن ابي مريم قيل لأبي بكر بن عياش مالك لم تسمع من جعفر وقد أدركته ؟ قال سألته عما يحدث به من الأحاديث أشيء سمعته قال لا ولكنها رواية رويناها عن آبائنا، وقال ابن سعد جعفر كثير الحديث ولا يحتج به ويستضعف سئل مرة هل سمعت هذه الأحاديث عن أبيك قال نعم وسئل مرة فقال إنما وجدتها في كتبه، قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة فذكر فيما سمعه وفيما لم يسمعه أنه وجده هذا يدل على تثبته)).اه
قلت: احتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق إلا البخاري فكأنه اغتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القطان في حقه على أنه احتج بمن قدمنا ذكرهم (أي بعض شياطين النواصب ومنافقيهم) وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري رحمه الله وقد قيل في هذا المعنى شعر:
قضية أشبه بالمرزئة .... هذا البخاري امام الفئة
بالصادق الصديق ما احتج في .... صحيحه واحتج بالمرجئة
ومثل عمران بن حطان أو .... مروان وابن المرأة المخطئة
مشكلة ذات عوار إلى .... حيرة أرباب النهى ملجئه
وحق بيت يممته الورى .... مغذة في السير أو مبطئة
إن الإمام الصادق المجتبى .... بفضله الآي أتت منبئة أجل من في عصره رتبة .... لم يقترف في عمره سيئة
Shafi 39