الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا ". والضياطرة: جمع ضيطر، الرجل الضخم الفارغ. والاشعث بن قيس رئيس قبيلة كندة الكبيرة، ومن رؤوس المنافقين. وقد شارك هو في مؤامرة قتل أمير المؤمنين عليه السلام. وقامت بنته جعدة بسم زوجها الامام الحسن عليه السلام. وشارك ابنه محمد بن الاشعث في قتل الامام الحسين عليه السلام. وتشير الرواية إلى أنه لم يجلس في آخر المصلين كما تقضي الاداب الاسلامية، بل أخذ يشق الصفوف ويتخطى الرقاب يريد الصلاة في الصف الاول، فرأى احتشاد الايرانيين عند منبر أمير المؤمنين عليه السلام، فقال بصوت مرتفع، مخاطبا أمير المؤمنين ومقاطعا خطبته: - يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك ! والعرب تسمي الاخضر أسود، ومنه تسمية العراق أرض السواد. وتسمي الابيض أحمر، ومنه تسمية العجم الحمراء وبني الحمراء. فضرب أمير المؤمنين عليه السلام المنبر برجله مكررا يقول بذلك للاشعث: ماذا قلت ! ثم أطرق عليه السلام وسكت يفكر فيما يجيبه به. أما صعصعة بن صوحان العبدي وهو من خيرة اصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، فقد أدرك خطورة ما حدث، وان الاشعث يطرح خلافة المسلمين على أنها قيمة دنيوية يملكها العرب الذين هم الاشعث وأمثاله ! وأنه لا يحق لهؤلاء المسلمين البيض الجدد أن يحيطوا بالامام ويكونوا اقرب إليه من الاشعث ! وبما أن صعصعة يعرف الموازين الاسلامية التي يؤمن بها أمير المؤمنين فقد عرف ان جوابه عليه السلام سيكون حاسما، فقال متذمرا من الاشعث " ما لنا وللاشعث " أثار هذه النعرة العشائرية القومية ضد
--- [ 201 ]
Shafi 200