وفيها سار 16 الملك الكامل محمد بن الملك العادل صاحب مصر الى الشام ووصل الى البيت المقدس حرسه الله تعالى فلما سمع صاحب دمشق، وهو ابن الملك المعظم خافه ان يقصده ويأخذ دمشق. فارسل الى عمه الملك الاشرف فطلبه فسار اليه جريدة فدخل دمشق فلما سمع الكامل بذلك اقام مكانه ولم يتقدم الى دمشق لعلمه أن البلد منيع وارسل اليه الملك الاشرف يستعطفه ويعرفه، انه ما 17 وصل دمشق الا طاعة له وموافقة لاغراضه فاعاد الكامل الجواب يقول انني ما جئت الى هذه البلاد الا بسبب الفرنج، فانه لم يكن في البلاد من يمنعهم 143 / ب/عما يريدونه وأنت تعلم أن عمنا السلطان الملك الناصر صلاح الدين فتح بيت المقدس، فصار لنا بذلك الذكر الجميل على تقضي الاعصار وممر الايام، فان اخذه الفرنج منا حصل لنا نحن من سوء 18 الذكر وقبح الاحدوثة ما يناقض ذلك وأي وجه يبقى لنا عند الله تعالى. وحيث قد حضرت انت فانا اعود الى مصر واحفظ انت البلاد ولست بالذي يقال عني انني قاتلت ابن اخي وحصرته وحاش لله. واراد العود الى مصر فسار اليه الاشرف بنفسه وحضر عنده وكان وصوله اليه ليلة عيد الاضحى ومنعه من العود الى مصر فاقاما بمكانهما 19.

Shafi 434