227

Casjad Masbuk

العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك

Nau'ikan

هرب 1 غياث الدين بن خوارزمشاه من اخيه جلال الدين وهرب معه جماعة من الامراء وكانوا قد استشعروا الخوف والحذر منه فلم يتمكنوا 2 من الهرب فلما خرجت التتر واشتغل بهم جلال الدين كما سنذكره ان شاء الله تعالى. وهرب غياث الدين ومن معه، وقصدوا خوزستان وهي من بلاد الخليفة فلم يمكنهم النائب من دخول البلد وظن ان تكون هذه مكيدة، فلما طال عليهم الأمر فارقوا خوزستان وقصدوا بلاد الاسماعيلية فنزل عليهم واستجار بهم وكان جلال الدين قد فرغ من أمر التتر وعاد الى تبريز فأتاه الخبر وهو في الميدان يلعب الاكره 3 فالقى الجوكان 4 من يده وسار مجدا، فسمع أن اخاه قصد بلاد الاسماعيلية، فسار نحوهم فلما وصلها ارسل الى 5 مقدم الاسماعيلية يطلب 6 منه فاعاد الجواب يقول له: ان اخاك قصدنا وهو سلطان بن سلطان فلا يجوز لنا ان نسلمه اليك ولا الى غيرك ولكن لا نمكنه ان يقصد شيئا من بلادك ونسألك أن تشفعنا فيه والضمان علينا 143 / أ/بما قلنا ومتى احدث في بلادك حدثا فبلادنا بين يديك تفعل فيها ما تريد، فاجابهم الى ذلك. واستحلفهم على الوفاء به. وعاد عنهم وقصد خلاط على ما سنذكره ان شاء الله تعالى 7.وكان التتر قد خرجوا الى الري، وجرى بينهم وبين جلال الدين حروب كثيرة وكان اكثرها عليه وفي الاخير كان الظفر له وكان هؤلاء التتر قد سخط 8 ملكهم جنكز خان في حياته على مقدمهم وابعده عنه واخرجه من بلاده فقصد خراسان فوجدها خرابا فقصد الري ليتغلب عليها فلقيه بها جلال الدين فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم جلال الدين ثم عاد 9 فانهزم فقصد اصبهان وجمع عساكره ومن في طاعته فاتاه صاحب بلاد فارس وهو ابن الاتابك سعد، فلما اجتمع عسكره سار نحو التتر فلقيهم فاقتتلوا اشد القتال ثم انعزل غياث الدين اخو جلال الدين فيمن وافقه من الامراء على مفارقة اخيه جلال الدين، فلما رآهم التتر قد فارقوا العسكر ظنوا انهم يريدون أن يأتوهم من وراء ظهورهم، فانهزم التتر لهذا الظن وتبعهم صاحب بلاد فارس. ولما 10 رأى جلال قد فارق العسكر فيمن معه من الامراء ظن أن التتر قد رجعوا خديعة ليستدرجوه فعاد منهزما ولم يدخل اصبهان وأما صاحب فارس فانه لما ابعد في اثر التتر ولم ير جلال الدين ولا عسكره خشي أن يعود عليه التتر فعاد عنهم. واما التتر فانهم لما لم يروا بعدهم احدا يطلبهم عادوا الى اصفهان 11 ثم قصدوا اصبهان 11 وحصروها، فظن اهل اصبهان وغيرهم أن جلال الدين قد عدم، فبيناهم كذلك اذ وصل قاصد من جلال الدين الى اهل اصبهان يعرفهم بسلامته. فارسلوا اليه يستدعونه، فسار اليهم فخرجوا اليه وقاتلوا التتر فانهزم التتر اقبح هزيمة وتبعهم جلال الدين فيمن معه الى الري يقتل ويأسر، فلما ابعدوا عن الري اقام بها. وارسل اليه ابن 12 جنكز خان يقول له ان هؤلاء ليسوا من اصحابنا ولكننا طردناهم عنا، فرجع جلال الدين الى آذربيجان 13.

وفي هذه السنة خرج 14 جمع كثير من الفرنج من بلادهم التي في الغرب صقلية وما وراءها من البلاد الى بلادهم التي بالشام وصور وغيرها من ساحل الشام وسأذكر ما كان منهم في موضعه من الكتاب. 15

Shafi 433