إلى ذكره ، فقال : ( فاذكروني أذكركم )؛ ليكون نظر الأمة من النعمة إلى المنعم ، ونظرت أمة محمد صلى الله عليه وسلم من المنعم إلى النعمة.
وقال سهل بن عبد الله : أراد الله أن يخص أمة محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة على الأمم ، كما خص نبيهم عليه السلام بزيادة على الأنبياء.
( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) (75) فقال للخليل : ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض )، وقطع سر محمد صلى الله عليه وسلم ، ورؤيته عما سواه.
( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون (40) وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون (41) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين (43) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (44) واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين (45) الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون (46) يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين (47) واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون (48) وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم (49) وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون (50) وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون (51) ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون (52) وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (53))
ألم تر إلى ربك قوله : ( وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ) أي : أوفوا بما نقشت في قلوبكم من حقائق إلهامي وخطابي في جميع الأحوال بامتثال أمري ، أوف بكشف جمالي لكم حين احتجبتم عن وصالي وقربي.
وأيضا أوفوا بما أعطيكم من استعداد معرفتي وعمارة موقع نظري ، أوف بأن أطلعكم على خزائن ستري ، وحقائق علمي في سواتر غيبي.
وقال بعض البغداديين : ( وأوفوا بعهدي )، الذي عهدتم يعني : في الميثاق الأول
Shafi 46