77

Ƙarshen Tuna Mutuwa

العاقبة في ذكر الموت

Bincike

خضر محمد خضر

Mai Buga Littafi

مكتبة دار الأقصى

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Inda aka buga

الكويت

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
وَرُبمَا وعد نَفسه ومناها وطمعها فِي التَّوْبَة ورجاها وَقَالَ لَو جِئْت من هَذِه السفرة أَو لَو بنيت هَذِه الدَّار أَو لَو جمعت مَا كَانَ لي مُتَفَرقًا أَو لَو جهزت هَذِه الْبِنْت أَو هَذَا الْوَلَد وأدخلته بَيته وَنظرت لَهُ فِيمَا يعِيش بِهِ لتفرغت للنَّظَر لنَفْسي وقدمت مَا أَجِدهُ فِي رمسي وَكنت من دَاري إِلَى مَسْجِدي وَمن مَسْجِدي إِلَى دَاري وَلَا أنظر فِي شَيْء وَلَا اشْتغل فِي شَيْء فَإِن جَاءَ من سفرته تجهز لغَيْرهَا وَإِن فرغ من بُنيان دَاره نظر فِيمَا يصلح لَهَا وَإِن جمع مَاله نظر فِي تفريقه فِي الْوَجْه الَّذِي ينميه وَيزِيد فِيهِ وَإِن جهز ولدا بَقِي لَهُ آخر وَإِن لم يكن لَهُ آخر قَالَ مَا تُرِيدُ تُرِيدُ أَن آكل مَا عِنْدِي وأرجع إِلَى وَلَدي حَتَّى يطعمني وَيَكْسُونِي ويعولني لَا يكون هَذَا أبدا الْمَوْت فِي القفار ولجج الْبحار أَهْون عَليّ من هَذَا فَهُوَ هَكَذَا أبدا لَا مَعَ المَال وَلَا دون المَال وَلَا مَعَ الْوَلَد وَلَا دون الْوَلَد يحدث النَّاس عَن الْأَمْوَات وَلَا يحدث نَفسه أَنه يَمُوت ويشيع جنائزهم وَلَا يتخيل أَن جنَازَته تشيع وَيقدر لنَفسِهِ الْعَيْش الطَّوِيل وَلَا يقدر لَهَا الْمَوْت الْقَرِيب قد غلب عَلَيْهِ السَّهْو وأطبقه الْجَهْل وسدت عَلَيْهِ الْغَفْلَة طرق الْإِنَابَة وصرفته عَن أَسبَاب الفكرة كم رأى من إِنْسَان قد أعد ثوبا ليلبسه فَكَانَ كَفنه وَكم رأى مِمَّن يَبْنِي دَارا ليسكنها فَكَانَت قَبره وَكم رأى من آخر كَانَ يحب الْوَلَد ويشتهيه ويتضرع إِلَى الله ﷿ ويرغب إِلَيْهِ فِيهِ فَلَمَّا أعْطِيه وَمن عَلَيْهِ بن جمع عَلَيْهِ الرِّجَال وَأنْفق عَلَيْهِ الْأَمْوَال وَقَالَ الْعَقِيقَة سنة وَالنَّفقَة فِيهَا حَسَنَة وَرُبمَا كَانَت إِلَى الْإِسْرَاف أقرب وَإِلَى التبذير أميل وَرُبمَا كَانَت نَفَقَته سَببا للمناكر وسلما لبَعض الْمعاصِي على روية مِنْهُ ومشاهدة لذَلِك كَمَا جرت الْعَادة فِي الأعراس والولائم والاجتماعات فَيجْعَل الْإِسْرَاف شكرا لتِلْك النِّعْمَة وَالْمَعْصِيَة جَزَاء لتِلْك الْمِنَّة وَلَعَلَّ الْوَلَد يَمُوت بعد ذَلِك بأيام أَو بأشهر أَو بأعوام أَو يعِيش فَيرى فِيهِ من الْأَمْرَاض والأسقام وأنواع الِابْتِلَاء والامتحان مَا يود مَعَه أَنه هُوَ لم يكن فَكيف وَلَده هَذَا أَمر مشَاهد فِي العيان مَوْجُود بالبرهان وَلَعَلَّه إِن شب

1 / 99