76

Ƙarshen Tuna Mutuwa

العاقبة في ذكر الموت

Bincike

خضر محمد خضر

Mai Buga Littafi

مكتبة دار الأقصى

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٦ - ١٩٨٦

Inda aka buga

الكويت

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
وَترى فلَانا كَذَلِك وَفُلَانًا كَذَلِك إِنَّمَا يعرض على نَفسه ويجرى على خاطره من بلغ إِلَى إِرَادَته وصل إِلَى أمْنِيته لِأَن ذَلِك هُوَ الَّذِي غلب على قلبه وشغف بحَديثه فتراه يسْعَى ويرغب ويحرص وَيطْلب ويزفر ويكد فِي حدور وصعود وطلوع وهبوط آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار وَلَا يقر بِهِ قَرَار وَلَا تضمه فِي أَكثر الْأَوْقَات دَار وَكلما فرغ من شغل أَخذ فِي آخر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ بل لَا يفرغ من شغل إِلَّا وَقد عرضت لَهُ أشغال وَلَا يصل إِلَى أمل إِلَّا انْبَعَثَ لَهُ آمال فيمني نَفسه بالأماني الْبَاطِلَة ويحدثها بالأحاديث الكاذبة فَإِن وصل إِلَى حَظّ من المَال وَنصِيب وافر من الْكسْب مِمَّا يُمكن أَن يعِيش بِهِ عمره كُله أَو طعن فِي السن وَقيل لَهُ يَا فلَان أرح نَفسك ودع جسمك فَهَذَا الَّذِي عنْدك يَكْفِيك قَالَ يَا أخي لَا تقل هَذَا اللَّيْل وَالنَّهَار بَين يَدي وَلَا يكفيهما قَلِيل وَلنْ يدوما على أحد إِلَّا أذهبا مَا فِي يَده وأخذا مَا كَانَ عِنْده وَلَا يدْرِي مَا يكون والآفات كَثِيرَة والإمراض متوقعة وَالْحَاجة إِلَى النَّاس صعبة لَا سِيمَا مَعَ الْكبر وَلَا سِيمَا إِن كَانَ الْأَهْل وَالْولد فيقيم الْعذر لنَفسِهِ وَيطْلب لَهَا الْحجَّة وَيُوجد لَهَا الدَّلِيل ويصحح لَهَا بِزَعْمِهِ التَّأْوِيل فَإِن ذكر بِالْمَوْتِ أَو حدث بِمَوْت إِنْسَان قَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَالله إِنِّي لفي غَفلَة وَالله إِنِّي لفي غرور وَالله إِن هَذِه لمصيبة لَا يدْرِي الْإِنْسَان مَتى يخترم وَلَا مَتى يختطف وَلَا مَتى تفجؤه الْمنية وَتحل بِهِ هَذِه الرزية وتنزل بِهِ هَذِه الْمُصِيبَة هَكَذَا قولا بِلَا فعل وكلاما بِلَا نِيَّة وَلَو كَانَ عَن صدق نِيَّة وَصِحَّة طوية لظهر ذَلِك عَلَيْهِ وبدت مخايله مِنْهُ

1 / 98