Duniya da Baƙo
العالم والوافد
Nau'ikan
ألا ترى إذا علت النار بنور يقع عليه اسم النور، كالسراج في البيت، فيقال في البيت نور، ولا يقال فيه نار، فالنور نار السراج إذا غلب الخوف على العبد يقال له خائف، والمحبة معه، وإذا غلبت المحبة على العبد سمي محبا والخوف معه، فإذا كمل الخائف على ما وصفت لك غلب بنوره ناره، فوقدت منه المصابيح، فنور البيوتات كلها والظلمات كذلك، فكذلك المحب إذا كمل في الخوف كما وصفت لك ونجا من نجاسة نفسه فهو كالمصابيح، كلامه نور وصمته نور، وعمله نور ومدخله نور، فهو نور من رأسه إلى قدمه كالمصابيح، فكل تحركه ( أبدا نور، متصل بنور الملكوت الأعلى، قلبه مع الله بحلاوة حبه، وأحواله نور إلى الله في ذكره، فطوبى له وحسن مآب )، وطوبى لمن رزقه الله ذلك.
( قال الوافد: صف لي المتقلب في جوعه ؟ ).
قال: العالم: مثل المتقلب في جوعه كالمتشحط في دمه في سبيل الله، وثوابه الجنة.
قلت: ما علامة العارف ؟
قال: أن لا يفتر من ذكر ربه، ولا يستأنس بغيره.
قلت: ما أنفع الخوف لي ؟
قال: ما لم يجريك على المعصية وأطال منك الحزن على ما فاتك، وألزمك التفكر فيما تصير إليه في الآخرة .
قلت: ما أنفع الصدق لي ؟
قال: أن تقر لله بعيوب نفسك، ومساوئ عملك، وتتقي الكذب في مواطن الصدق.
قلت: فما أنفع الإخلاص لي ؟
قال: ما نفى عنك الرياء والتزين في الجماعات.
قلت: فما أنفع الحياء لي ؟
قال: أن تستحيي من الله أن تسأله ما تحب وأنت تأتي ما يكره.
قلت: فما أنفع الأعمال لي ؟
قال: ما سلمت من آفاتها وكانت مقبولة.
قلت: فما أنفع العلم لي ؟
قال: ما نفى عنك الجهل، وازددت به ورعا وكنت به عاملا.
قلت: ما أنفع التواضع لي ؟
قال: ما نفى عنك الكبر، وأمات منك الطمع والغضب.
قلت: فأي الجهاد أفضل ؟
قال: جهاد النفس الأمارة بالسوء حتى تردها إلى قبول الحق.
قلت: فأي المعاصي أضر علي ؟
قال: عملك الطاعات بالجهل.
قلت: فهو أضر علي من أعمال المعاصي بالجهل ؟
قال: نعم.
Shafi 335