الْأَنْبِيَاء ٤٧ الْآيَة
روى أَبُو هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ (كلمتان خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان حبيبتان إِلَى الرَّحْمَن سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم) وَقيل جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله تَعَالَى فَقَالَ يَا رَسُول الله جئْتُك تعلمني علما يدخلني الْجنَّة وينجيني من النَّار
فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ (أَلا أدلك على كَلِمَتَيْنِ ثقيلتين فِي الْمِيزَان خفيفتين على اللِّسَان ترضيان الرَّحْمَن وتسخطان الشَّيْطَان تَقول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله فَإِنَّهُمَا المقربتان يقربان من الْجنَّة ويبعدان من النَّار) فَكل من زعم أَن الْمِيزَان لَيْسَ هُوَ حق فقد رد على الله فِي كِتَابه وعَلى رَسُوله ﷺ فِي سنته
٨٤ - الرَّأْس فِي الْخَيْر وَالرَّأْس فِي الشَّرّ
رُوِيَ عَن الْحسن ﵁ أَنه قَالَ يُؤْتى يَوْم الْقِيَامَة بالميزان فتوضع بَين يَدي الله ﵎ ثمَّ يدعى الْعباد لِلْحسابِ فَإِذا كَانَ العَبْد أَو الْأمة رَأْسا فِي الْخَيْر يَدْعُو إِلَيْهِ وَيَأْمُر بِهِ دعِي باسمه ثمَّ يقرب من الْمِيزَان فتوزن حَسَنَاته وسيئاته وَلَو كَانَت حَسَنَة وَاحِدَة وَلَو كَانَت سيئاته أَكثر من حَسَنَاته وأثقل من جبال الدُّنْيَا لِأَن الله ﵎ إِذا تقبل من العَبْد أَو الْأمة حَسَنَة وَاحِدَة غفر لَهُ جَمِيع ذنُوبه وَإِن كثرت ذنُوبه
وَقد قَالَ رَسُول الله ﷺ لعَائِشَة يَا عَائِشَة لَو قبل الله تَعَالَى من العَبْد سَجْدَة وَاحِدَة لأدخله بهَا الْجنَّة فَقَالَت يَا رَسُول الله فَمَاذَا يصنع بأعمال الْعباد فَقَالَ رَسُول الله ﷺ يأكلها الرِّيَاء والسمعة كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب وَإِذا كَانَ العَبْد أَو الْأمة رَأْسا فِي الشَّرّ يَأْمر بِهِ وَيَدْعُو إِلَيْهِ دعِي باسمه فَقدم إِلَى الْمِيزَان فتوضع حَسَنَاته وسيئاته فترجح سيئاته على حَسَنَاته وَلَو كَانَت سيئاته وَاحِدَة وَلَو كَانَت حَسَنَاته أَكثر وأثقل من جبال الدُّنْيَا لِأَن الله تَعَالَى أحبطها وَلم يتَقَبَّل مِنْهَا حَسَنَة وَاحِدَة وَيَأْمُر بهم ذَات الشمَال إِلَى النَّار
فَقَالَ أَصْحَابه ﵃ يَا رَسُول الله أما كَانُوا مُسلمين فَقَالَ ﷺ كَانُوا يصلونَ كَمَا تصلونَ وَيَصُومُونَ كَمَا تصومون ويزكون كَمَا تزكون ويقومون من اللَّيْل بُرْهَة وَلَكِن كَانُوا إِذا عرض لَهُم دِرْهَم حرَام وَثبُوا
1 / 53