311

Littafin Kasashe

كتاب البلدان

Nau'ikan

ilimin ƙasa

من مدينة السلام. كائنا من كان أو يحمل إلى مواطنهم [50 أ] ويغشاهم وينافسون على اصطناعه ويشاحون على ادخاره ويغارون على اقتنائه كما يستقصون على فقدانه ويتحاسدون على وجدانه. وأحسبهم يعنون بعد المجاهدة في ذلك والمبالغة في اطلاب ذلك إلى غير المنفيين من الطباخين والمستجهلين من المتطببين والمستبردين من المغنين والمسترقين من الحناطين. فقد قنع الرئيس الأعظم والملك الأكبر من الجماعة أن يقال هذه مغنية بغدادية وعاملة عراقية وزامرة زريابية وطبالة عتقية وعوادة بناتية أو خريجة (1) شارية، وزنبق ورحيب ومنعم وعرفان وزاعم وبدعة، وكفاهم من ذلك أن تقول الجارية رأيت بدعة وكلمت تحفة وسمعت جدوة، وشاهدت طيابا وأعرف زريابا. كما كفاهم أن يقولوا: ماشطة طاهرية وخازنة حريمية، وكانت ستي فلانة الفلانية. فتلك عندهم من النعم المعدودات والذخائر المقتصدات.

ثم رجع الكلام إلى ذكر شبيه ما كنا فيه من ذكر المصريين، فلعل القوم أن يفاخرونا بالمعادن ويعازونا بالزبرجد والدبيقي، فإن فعلوا، فأخلق بنا أن نقول إن ذلك شيء إن استجاز القوم المعازة به في المعادن وفي الزبرجد والدبيقي، فكانوا قد دلوا من أنفسهم على ضعف كبير وعجز مشهور. وإلا فإن كان المعدن هو العلة لشرفهم فليس بمأمون زوال الشرف بزوال المعدن. وإن كان شرف المعدن إنما هو شرف لنفسه، كانت كل ذات معدنية ذات شرف بنفسها. وإن كان شرف الذهب شرفا لنفسه، فلا يكون الرصاص وحجر النار شريفا لنفسه. وإن كان شرف القوم إنما هو شيء هو لعلتهم وعلة المعدن معا، وقد وجدنا نصيب أبعدنا من المعدن كنصيب أقربنا منه وأوفر، ولست مع ذلك تجد الحد في ثمن المثقال من الذهب بمصر إلا كالحد في قيمته بأقصى حجر بالتبر والطيلسان.

فأما معازتهم بالقصب والدبيقي [50 ب] والملحم والخليجي، فقد قلنا ونقول: إن ذلك هو شيء لنا دونهم. فإنه لو وجب التطاول بذلك علينا لاستجاز

Shafi 323