202

Takardu Masu Daraja Akan Ilimin Lahira

البحور الزاخرة في علوم الآخرة

Editsa

عبد العزيز أحمد بن محمد بن حمود المشيقح

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Inda aka buga

الرياض - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

وذُهِب بي إلى قبري، فإذا إنسانٌ حسن الوجه، طيّبَ الرّيح قد وضعني في لحدي فطوّاه بالقراطيس، إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح قالت: هذا صاحب كذا، وهذا صاحب كذا، أشياء والله أستحيي منها، كأنَّما أقلعتُ عنها ساعته، قال: قلتُ: أنشدك الله أن تدعني وهذه، قالت: انطلق نخاصمك، فانطلقتُ إلى دار فيحاء واسعة، فيها مصطبة كأنّها من فضة، وفي ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي، فقرأ سورة النحل، فتردّد في مكان منها، ففتحتُ عليه فانفتل، فقال: السورة معك؟ قلتُ: نعم. فقال: أمّا إنها سورة النجم، ورفع وسادة قريبة منه، فأخرج منها صحيفة فنظر فيها فبادرته السَّوداء، فقالت: فعل كذا وفعل كذا، قال وجعل الحسن الوجه يقول: وفعل كذا وفعل كذا، وفعل كذا؛ يذكر محاسني.
فقال الرّجل: عبدٌ ظالم لنفسه ولكن الله تجاوز عنه، لم يجيء أَجَلُ هذا بعدُ، أَجَلُ هذا يوم الاثنين. قال: فقال: انظروا فإن أنا متّ يوم الأثنين فارجو لي ما رأيت، وإن لم أمت يوم الاثنين فإنما هو هذيان الوجع. قال: فلمّا كان يوم الاثنين، صحّ حتى بعد العصر ثم أتى أجله.
وفي لفظ: فلمّا خرجنا من عند الرجل قلت للرّجل الحسن الوجه الطيب الريح، ما أنت؟ قال: أنا عملك الصّالح، قلت: فما الإنسانة السوداء المنتنة الريح؟ قال: عملك الخبيث، أو كلامٌ يُشبه هذا، ذكرهُ الحافظ ابن رجب في "أهوال القبور" (١). وقال: فيه عن عمر بن

(١) في أهوال القبور ص ٣٩.

1 / 170