Budhiyya Ta Gabatarwa Mai Sauƙi
البوذية: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
وخلال النصف الأول من الألفية الأولى من الميلاد، ازدهرت البوذية، على الرغم من أنها عانت من عقبة في حوالي عام 450 من الميلاد على يد قبيلة من آسيا الوسطى تعرف باسم الهون البيض عندما دمرت الأديرة البوذية في أفغانستان وفي شمال غرب الهند. وفي النصف الثاني من الألفية، اختلطت حظوظ البوذية، وفي نهاية هذه الفترة شهدت البوذية تراجعا في الهند. وفي أواخر القرن العاشر، تعرض شمال الهند للهجوم مرة أخرى. وفي هذه المرة كان الغزاة مسلمين أتراكا شنوا سلسلة طويلة من الحملات في غضونها توغلوا إلى عمق شمال شرق الهند؛ مما جعلهم يحتكون بالموطن القديم للبوذية. واتخذت هذه الحملات شكل الغارات التي كان دافعها الرغبة في الغنيمة ومبررها مبدأ «الجهاد». وعانت البوذية بشدة من هذه الغارات؛ لأن الأديرة غير المحصنة مثلت غنيمة سهلة. اعتبر البوذيون «وثنيين» في نظر المسلمين بسبب صور البددة ورهبان البوديساتفا التي كانت تزين أديرتهم، ودمرت الأعمال الفنية وأحرقت المكتبات بالكامل. وفي عام 1192 بسطت قبيلة تركية حكمها في شمال الهند، وتعرف السلسلة الأولى من السلالات المسلمة باسم سلاطين دلهي. وكانت القرون القليلة التالية عصر تقلبات وتشوش، إلى أن بدأ المغول عصر استقرار نسبي وتسامح ديني في القرن السادس عشر. ولكن لم يحدث ذلك إلا بعد فوات الأوان. وكما لو كانت البوذية تجسد حقيقة تعليمها القائل بأن كل ما يظهر سوف يختفي، فقد اختفت البوذية تقريبا من الأرض التي شهدت مولدها.
ويمكن مناقشة تاريخ البوذية بسهولة في بقية آسيا في سياق وجودها في الشمال والجنوب. وعلى العموم، فإن بوذية الماهايانا يشيع وجودها في الشمال، ويشيع تقليد الأقدمين في الجنوب. ونظرا لبقاء مذهب واحد فقط من الاثني عشر مذهبا من التقليد القديم ، الذي يعرف بمذهب التيرافادا، سوف أتحدث من الآن فصاعدا عن الشكلين الرئيسيين المتبقيين من البوذية المعروفين باسم الماهايانا والتيرافادا.
سريلانكا
بدءا بدول الجنوب، التي تنتشر بها بوذية التيرافادا، نجد أن جزيرة سيلون - موطن دولة سريلانكا الحالية - قد لعبت دورا أساسيا في الحفاظ على التراث البوذي وتطويره. ووفقا لسجلات البوذية المحفوظة في سريلانكا، فقد دخلت البوذية إلى سيلون في عام 250 قبل الميلاد على يد راهب يدعى ماهيندا، مبعوث من قبل الإمبراطور أشوكا. أسس ماهيندا ورفاقه الرهبان مجتمعا للرهبان في ماهافيرا («الدير الكبير») في العاصمة أنورادابورا. وفي سريلانكا في وقت يقرب من عام 80 قبل الميلاد، دون قانون بالي للمرة الأولى كتابة؛ وكان ذلك نتيجة للمخاوف من اندثار طريقة النقل الشفهي للتراث بسبب الحرب والمجاعة.
وكان من أشهر سكان الجزيرة الراهب الهندي بوداجوزا الذي وصل في القرن الخامس من الميلاد. وجمع بوداجوزا ودقق وحرر التعليقات الأولى على القانون وترجمها إلى اللغة البالية. ويمكن تشبيه مكانته وتأثيره بمكانة وتأثير أب الكنيسة القديس جيروم (347-420) الذي عاش قبله بفترة قصيرة وترجم الإنجيل إلى اللغة اللاتينية. وظل عمل بوداجوزا الكلاسيكي المعروف باسم «فيسوديماجا» أو «طريق التطهير» - كتاب يجمع كل ما هو متعلق بالمعتقد والممارسة - علامة مميزة في أدبيات التيرافادا.
منذ القدم امتزجت البوذية والسياسة في تاريخ سريلانكا، ووجدت علاقة تبادلية وثيقة بين المعبد البوذي والدولة، أو بين «السانجا» والملك. وكان الملوك يحظون بالرسامة من قبل الرهبان، وكان الرهبان يعملون باعتبارهم مستشارين يفسرون التعاليم البوذية للحاكم. وعلى الرغم من أن الرهبان في الوقت الحالي ممنوعون بموجب الدستور من تقلد أي منصب سياسي، فإنهم يحظون بنفوذ كبير في الشئون العامة. ومرت البوذية بفترات عديدة من الاضمحلال على مدار تاريخها في سريلانكا. وفي أغلب الأحيان، حدثت هذه الفترات في أعقاب الغزو - مثل غزو التاميل الهنود - أو في فترات الاضطرابات الأهلية. وفي مرات عديدة، اندثر تقليد ترسيم الرهبان، وكان لزاما الإرسال في طلب الرهبان من بورما في عام 1065، وفيما بعد من تايلاند في عام 1753 من أجل استئناف تقليد الترسيم . حصلت سريلانكا على استقلالها من البريطانيين في عام 1948، لكن في العصور الحديثة ما زالت تعاني من مشكلات سياسية وحروب أهلية متقطعة بين الأغلبية البوذية السنهالية (مثلت نحو 70 بالمائة) والأقلية التاميلية من سكان الشمال. وفي بعض الأوقات، زود الرهبان البوذيون سخونة الأحداث بتشبيه الخلاف بالحرب المقدسة والمطالبة بإجراء تعديل دستوري تمييزي. وبلغ هذا الأمر ذروته في عام 1959 عند اغتيال رئيس الوزراء إس دبليو آر دي باندارانايكي على يد أحد الرهبان البوذيين الذي شعر بأن موقفه تجاه التاميليين يميل كثيرا إلى المصالحة. وفي عام 2009، هزمت القوات الحكومية السنهالية جبهة نمور تحرير تاميل إيلام، لكن ما زالت الدولة جريحة من آثار العنف والاضطرابات السياسية في العقود الأخيرة.
جنوب شرق آسيا
من دول التيرافادا المهمة الأخرى الموجودة في جنوب شرق آسيا بورما (المعروفة رسميا الآن باسم ميانمار) وتايلاند (سيام سابقا). ربما قدمت بوذية التيرافادا إلى هذه المنطقة على يد إحدى إرساليات أشوكا، وظلت بوذية التيرافادا حاضرة بين السكان الأصليين من شعب المون منذ القرون الأولى للحقبة المسيحية. كان جنوب شرق آسيا يتطلع عادة إلى الهند؛ نظرا لإلهامها الثقافي، وظل تأثير كل من البوذية والهندوسية قويا في كل أنحاء المنطقة. ومنذ القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر، كانت القوة المسيطرة على المنطقة هي إمبراطورية الخمير التي كانت تشيع فيها أشكال مختلفة من الهندوسية وبوذية الماهايانا. وتزعم سجلات بورما أن بوداجوزا زار بورما ووضع تقليد الدراسة البحثية في النصوص البوذية المكتوبة باللغة البالية. وازدهر العديد من المذاهب البوذية إلى أن وحد الملك أناوراتا (1044-1077) البلاد عن طريق غزو الجزء الجنوبي ومنح ولائه للتيرافادا، على الرغم من أنه يرجح أن التيرافادا كانت مسيطرة حتى قبل ظهوره في ذلك الوقت؛ ومن ثم استعاد شعب المون استقلاله، ولم يحدث أن قمعوا حتى القرن السابع عشر. نهب المغول عاصمة أناوراتا، باجان، في عام 1287، وأصبحت المدينة بما فيها من مباني الباجودا ومعابدها التي تعد بالآلاف مهجورة. وعلى الرغم من هذه النكبة، فقد تعافت البوذية وازدهرت، وحاليا نحو 89 بالمائة من السكان يتبعون بوذية التيرافادا.
كانت التيرافادا موطدة الأركان في أجزاء من الأرض المجاورة المعروفة باسم تايلاند، ولا سيما مملكة المون المعروفة باسم هاريبونياجايا ومملكة دفارافاتي، وفي القرن الحادي عشر أرسلت الإرساليات من بورما إلى المنطقة. ووجد التايلانديون الذين وصلوا إلى المنطقة في القرن الثالث عشر بعد طردهم من الصين على يد المغول أن تراث التيرافادا أبسط من أشكال بوذية الماهايانا المعقدة التي عرفوها في الشمال. وتلقت التيرافادا رعاية ملكية، ولم يمر وقت طويل حتى حلت محل منافسيها من الديانات. واليوم يدين 95 بالمائة من سكان تايلاند بالبوذية.
لا يختلف تاريخ البوذية في كامبوديا ولاوس وفيتنام عنه في بقية أجزاء آسيا، على الرغم من أن بوذية التيرافادا تفسح الطريق على نحو متزايد أمام أنواع بوذية الماهايانا كلما اتجهنا ناحية الشرق. وتوجد أشكال كثيرة للتوفيق بين المعتقدات الدينية في هذه المناطق على هيئة مزيج من التيرافادا والماهايانا والأديان المحلية للسكان الأصليين. وعندما تنتشر البوذية لا تميل إلى استئصال المعتقدات الموجودة، بل تدمجها في عالمها جنبا إلى جنب مع الآلهة والأرواح المحلية. ومن الشائع للغاية أن تجد البوذيين في القرى يلجئون إلى آلهتهم المحلية بحثا عن حلول لمشكلاتهم اليومية - مثل علاج أحد الأمراض أو إيجاد شريك حياة - ويلجئون للبوذية بحثا عن إجابات لأسئلة كبرى متعلقة بمصير البشر.
Shafi da ba'a sani ba